حاورته غادة حلاوي
هل تعتقد ان ” الحزب ” يحمي العهد ويدافع عنه؟
العريضي : لمرحلة معينة يتحمل ” الحزب ” مسؤولية كبيرة في هذه الحماية نعم، وهذه كانت إحدى نقاط الخلاف بيننا وبينهم في الشأن الداخلي، وكان المطلوب وقف هذه الاستباحة وهذه السياسيات التي لا تقيم اعتباراً لأحد. سياسة نبش القبور اخذت البلد الى دم. كنا نقول للحزب “الكلفة كبيرة”. في فترة من الفترات كان يدور حوار بيننا وبين الحريري حول قانون الانتخاب فقال بالحرف الواحد: “لن ارفض طلباً لميشال عون ولن اختلف معه حول أي أمر، “كان الجواب من قبلنا ومن قال لك اننا نريد خلافاً مع ميشال عون؟ نحن لا نريد خلافاً ولكن عدم الخلاف لا يعني الاستمرار في سياسة ستؤدي الى اكثر من خلاف. وقلنا لـ”حزب الله” اكثر من مرة وكان الجواب سنبذل جهداً وسنحاول، ونحن ايضاً لا نقبل هذه المسألة او تلك ولم يحصل شيء. اليوم اعتقد ان ثمة هامشاً بالعلاقة مع الطرفين، وعبر عنه بوضوح البيان الذي صدر عن التيار: “نحن نجحنا باتفاق مار مخايل بردع اسرائيل ولكن فشلنا في بناء الدولة”. والفقرة الاخيرة تعني انكم تقفون الى جانب نبيه بري ومن معه وتمنعوننا من المحاسبة ومن استكمال التحقيق. يعني المطلوب ان يقع الخلاف وان تقع الفتنة داخل هذه البيئة وان يكون هذا الانشقاق بين “حزب الله” و”حركة امل”. “حزب الله” لا يمكن ان يقبل هذا الامر. ثمة مسائل اساسية لا يمكن لـ”حزب الله” ان يقاربها بالطريقة التي يقاربها فيها. وبكل الحالات، نعم “حزب الله” يتحمل مسؤولية كبيرة في ما آلت اليه الامور في تغطية ممارسات السلطة الحاكمة الفعلية اي ميشال عون.
ما الذي يجب ان يفعله “حزب الله”؟
واضح ان “حزب الله” لا يريد ان يتدخل. بذل جهداً وقد ووجه بالرفض.
ألم تعد تلتقي معهم؟
العريضي : لا منذ فترة لم نعد نلتقي. ومن وقت لآخر يحصل اتصال.
هل كان هناك دخلاء على خط علاقتك معهم؟
العريضي : لا احد يؤثر على وجودي في اي مكان. وكل ما اقوم به ليس سرياً وانا مكلف من قبل وليد بك بهذا الموضوع، وازعم اني اعرف كيف اقوم بواجبي وكيف احفظ هيبة الموقع والموقف والامانة. وبطبيعة الحال الخلاف على كثير من المواضيع السياسية الاساسية ولا استطيع ان اقول انقطاعاً ولكن.. تلقيت اتصالاً مؤخراً من الحاج حسين الخليل وكان لطيفاً جداً، وبين وقت وآخر يحصل تواصل مع الحاج وفيق صفا.
وانت صديقه المقرب فهل يئس الرئيس نبيه بري من تقديم المبادرات؟
العريضي : نبيه بري لا ييأس. بينه واليأس عداء كبير.عنوان وأساس حياته السياسية وحركته السياسية “امل”. وخبرته وتجربته وسعة صدره ولبنانيته (رددها 3 مرات) وعروبته وعقله. قولي ما شئت عن اخطاء من هنا ومن هناك وهذا موجود في كل البيئات السياسية، لكن بالميزان السياسي هو صمام الامان ولم ينكفئ، واكثر من ذلك آخر مبادرة اطلقها “لا مع ولا ضد” لم تكن جديدة ولم تكن وليدة الساعة. اقترحها منذ شهرين ورفضت “بأمل” في المرحلة الاولى من الرئيس الحريري، انه كان ينتظر ويتوقع حلحلة ما بوساطة ما غير مباشرة مع جبران باسيل. وعلى اساس خلال يومين تأتي النتيجة ولم يحصل كل ذلك. عندما انحصرت الامور وعدنا الى نفس النقطة، حاول نبيه بري طرح المبادرة مجدداً وبأن لا ثلث معطل وننجز الحكومة فرفضت من قبل الآخرين، رغم تدخل “حزب الله” واللواء عباس ابراهيم.
هل عاد الاغتيال السياسي بعد مقتل لقمان سليم؟
العريضي : قبل اغتيال لقمان حصلت اغتيالات وجرائم واحداث في طرابلس، عندما ينهار البلد الى المستوى الذي وصل اليه فماذا نتوقع. بلدنا مكشوف ولذا نتوقع اي شيء.
هل توافق على اتهام “حزب الله” بالاغتيال؟
العريضي : الانطباع العام لمواقف لقمان سليم يؤدي الى هذا الموقف وهذا ليس قراراً قضائياً ولا حكماً. لكن من يقول الكلمة الفصل في هذا الامر هو القضاء فماذا فعلتم في القضاء يميناً ويساراً، وهذا الاستنساب والانتقائية وهذا الضرب الممنهج للقضاء بذهنية ان هذا معنا نستخدمه وهذا ضدنا نحيل الملف الى غيره، وقد حصل ذلك في اكثر من مناسبة واكثر من قضية.