رضوان الذيب | كاتب وباحث لبناني
«لا كلام – لا سلام» بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير جورج قرادحي قبل ان يعلن وزير الاعلام استقالته الطوعية، وهذا الاجراء لن يتحقق في المدى المنظور، وسيفرض تمديد عمل اللجان الوزارية كبديل عن مجلس الوزراء جراء تعثر كل الاتصالات لايجاد مخرج توافقي يرضي الجميع على طريقة «لا غالب ولا مغلوب».
وفي ظل هذه الظروف، فان الوضع اللبناني سيبقى «لا معلقا ولا مطلقا» بانتظار تطورات عربية واقليمية وتسوية كبرى بحاجة لبعض الوقت كون الانفتاح العربي على سوريا غير كاف لاحداث انقلاب داخلي كبير في لبنان اذا لم يتعزز بتسوية ايرانية سعودية بغطاء دولي.
وتؤكد مصادر متابعة، ان الانفتاح العربي على سوريا يحظى بقبول كل الاطراف السياسية الداخلية اللبنانية تقريبا التي بدأت من تحت الطاولة ترتيب اوراق العودة الى الحضن السوري، وعادت الحرارة الى طريق بيروت – دمشق التي تشهد هذه الايام ارتفاعا نسبيا بـ «طالبين القرب»، وبدأ العاملون جهودهم المضنية من اجل «حلحلة» ملفات البعض فيما مشاكل الكثيرين «ليّنة» ولا تحتاج الى جهد كبير في ظل سياسة الانفتاح السورية «عفا الله عما مضى»، باستثناء البعض، اما الاعتراضات الاعلامية فهي من باب «الحياء» فقط وحفظ «ماء الوجه» امام جمهورهم الذي حرضوه على سوريا وجيّشها منذ العام 2005 و»يلحسونها» الان ويفكرون في الطريقة التي تعيدهم الى سلوك طريق الشام، وطرق ابواب قصر المهاجرين، والمشكلة في البلد ان الناس لا تحاسب وعلى «العمياني» وآخر التحليلات «الاستراتيجية» ما قاله قيادي بارز في تيار المستقبل وبعض قوى 14 اذار عن ضرورة اعادة احياء «س – س» «السعودية – السورية» برعاية روسية، لادارة الحل في لبنان، وتتولى هذه القوى حسب المصادر ، التنظير لهذه المعادلة والذهاب بعيدا بتبني استبدال روسيا باميركا في التسوية المنتظرة للمنطقة، على اساس ان «س – س» الروسية ستفرض انسحابا ايرانيا مع حزب الله من سوريا. وتسال المصادر قوى ١٤ اذار، هل بهذه البساطة تجري الامور وتدار السياسات ومصائر الشعوب؟ وتعلق المصادر بالقول، انه عندما يصل تحليل البعض من القوى السياسية في لبنان الى هذا المستوى من السذاجة، عندها يكتشف اللبنانيون سبب الانتكاسات السياسية لهذا القوى القائمة على اوهام «انكشارية» لا يمكن ان تبصر النور على ارض الواقع، وليس بهذه الطريقة تدير الدول والاحزاب سياساتها وتحالفاتها، وتؤكد المصادر، ان العرب والرياض بالدرجة الاولى يعودون الى سوريا اليوم بشروطها وثوابتها ودون اي تنازلات منها، ومن انتصر في سوريا الدولة السورية اولا وحلفاء سوريا اولا ايضا، ولا يمكن وضع من قاتل لحماية سوريا في نفس المقياس مع من حاول تدميرها وقتل شعبها واعادها عشرات السنوات الى الوراء، بفضل ما ارتكبه مع دول الخليج» والكون «ضدها. وماذا تبدل الان ليعود العرب بهذه الطريقة ؟ واين شعارات الاجرام والارهاب والديكتاتور وغيرها من الالقاب؟ وكيف اختفت من القاموس السياسي العربي والخليجي والدولي؟ ومن تراجع سوريا ام الاخرون؟ لكن المشكلة ايضا ان الناس لا تحاسب، وسوريا انتصرت بشروطها، ومساراتها ستفرض على كل الملفات، ومن لم يقتنع بعد عليه ان يسال الملك الاردني، وماذا دار من محادثات بينه وبين بايدن عن سوريا؟ وعليه ان يسأل وزير خارجية الامارات وما نقله من مواقف اميركية ايجاببة تجاه دمشق؟ وعليه ان يسأل مدير المخابرات السعودية اللواء خالد الحميداني واللقاءات المفتوحة بينه وبين رئيس المخابرات السورية اللواء حسام لوقا في مصر، ولاول مرة وزعت صورا رسمية عن اللقاءات، وعليه ان يسال ايضا السفير الاميركي السابق في دمشق ريتشارد فورد المحرك الاول للارهابيين والذي كان يصفهم «المناضلون من اجل الحرية» وضغط لاخراج كبار الارهابيين من السجون وقاد تحركات درعا ، كيف يعترف اليوم بانتصار الاسد؟ فواشنطن والدول الاوروبية اقتنعوا ان سوريا اكبر عامل لاستقرار المنطقة وقادرة على اعادة التوازنات، وهذا اساس الانفتاح عليها، لكنها وفية لمن مد يد المساعدة لها في اصعب الظروف، وفي نفس الوقت هي دولة لها مصالحها ومنفتحة على الجميع تحت سقف ثوابتها، ولو ارادت سوريا ان تساوم لكانت وافقت على شروط كولن باول وزير خارجية اميركا عام 2003 والسؤال حسب المصادر لكل قوى 14 اذار؟ من عبأ الفراغ السوري في لبنان بعد الـ 2005، ايران وحزب الله ام 14 اذار؟ من عبأ الفراغ في العراق، ايران ام السعودية؟ من عبأ الانسحاب الخليجي من قضية فلسطين والهرولة نحو التطبيع واضعاف دور سوريا كاكبر داعم للقضية الفلسطينية، ايران ام دول الخليج؟ من عبأ السياسات الخاطئة ضد اليمن حلفاء ايران ام دول الخليج؟ ولو كان الدور السوري معافا حسب المصادر، هل كانت وقعت ازمة اليمن؟ وهل كان الخلاف الايراني الخليجي وصل الى هذا الحد؟ كلها اسئلة موجهة الى دول الخليج قبل الحديث عن انسحاب ايران او روسيا من سوريا وعودة العرب اليها؟