عواء الميركافا وضجيج العقل الاسرائيلي
الدكتور حسان الزين | طبيب وكاتب
أقام الكيان العبري دولته على عقيدتين الأولى تلمودية والثانية عسكرية قتالية .
ففلسطين يحتلها الصهاينة بقوة السلاح والعتاد ولا وجود لمدنيين ، إنما هناك فرق قتالية تختلف في الاعمار والاماكن حيث اصبح المجتمع الاسرائيلي بكل مكوناته جنودا احتياط .
فاستراتيجية اسرائيل دينية تلمودية عنصرية تعتمد التفوق العرقي وتسعى جاهدة لزرعها في الاعلام وفي النفوس وفي شتى المجالات ايمانا منها بأن الله اختارهم على العالمين وهذا انشأ لديهم حالة انزوائية ، ونفسية فرعونية وهروباً من الاخرين ونوعاً من التعالي على المجتمعات الأخرى .
لذلك يفضل الصهيوني العيش في الغيتوات وعدم الاختلاط الكلي مع المكونات الانسانية ويعيش على تاريخ التيه في الصحراء ، فهم يجدون في تسويق انجازاتهم ولوكانت بسيطة امراً هامّاً ، فلماذا لا نسوق نحن انتاجاتنا الفكرية والثقافية والعلمية والعسكرية والسياسية .
والاستراتيجية القتالية والعسكرية هي اصل اساسي في بقاء الكيان لشعوره بالخوف الدائم والقلق من تفوق الاخرين .
تأسس الكيان في العام ١٩٤٨ بغطاء دولي ورعاية اممية باهظة الثمن وبالمقابل بدأت طلائع المقاومة تظهر الى الميدان رغم قلة العدة والعتاد في فلسطين ولبنان ومنطقة الشرق الاوسط ..
كان للفكر المقاوم بشكل عام والفكر المقاوم العاملي بشكل خاص ميزات منها بان الفكر الايماني الهادف والسلاح الذي يديره العقل المؤمن بالله اولاً وبالانسان وحقوقه ثانياً ما يميز هذه الحركة الايمانية المتزنة بين الدين والدنيا .
قامت هذه المقاومة والقت بثقلها في المعركة الكبرى في مواجهة العدوالاسرائيلي فكان القرآن مقابل التلمود وكان الفكر المحمدي الأصيل مقابل الفكر الحاخاماتي الداعشي .
وكان الفكر الحسيني مقابل الظلام واعوانه وكان الثبات وكان الصبر وكانت البصيرة منذ انطلاقاتها مع الامام موسى الصدر برعاية المرجعيات العظام وعلى رأسهم الامام الخميني والسيد محسن الحكيم مع مسيرة الشهداء العظام تتويجا بالسيد حسن نصر الله وبقيادة حكيمة من السيد القائد علي الخامنيء حفظه الله .
هذه المنظومة المتكاملة هي أهم مسيرة انسانية تخوض حربا ضروسا مع الد اعداء البشرية وهو محور بكامله يعتمد على الله في كل شيء .
ولكن ما ميز هذا الفكر المقاوم ليس الامتداد الجغرافي من طهران الى بيروت ومن بغداد الى دمشق ومن اليمن الى اقاصي افغانستان ، لقد تميز بالعقل التقني والعسكري فقد هزمت اسرائيلي تلموديا بقوة الحسين وهزمت تقنيا وعلميا وعسكريا بقوة الابداع والتقدم واهم قيمة في الفكر المقاوم هو الانسان المقاوم والبيئة المقاومة والمقاتل المقاوم .
تباهت اسرائيل بالميركافا فهزم الرجال الاتها العسكرية وطائراتها ودمروا دباباتهم في وادي الحجير فغدا العقل الاسرائلي التقني يعوي عواء وغدت الميركافا تضج بكاء ,وهذا الانجاز التاريخي في العام ٢٠٠٦ يضاف الى عشرات الانجازات للمقاومة واهمها الان التحول الاستراتيجي من التهديد العسكري الى التهديد الوجودي للكيان العبري فالدماء الطاهر ة التي حمت بلادنا تستحق الاحترام والتقدير وحتما اسرائيل الى زوال قريب .