عندما لا يكون لك مشروعك السياسي ستكون جزءاً من مشروع الاخرين
العميد الركن ناجي الزعبي | كاتب وباحث اردني في الشؤون السياسية والعسكرية
امتلكت كل من الصين ، روسيا ، فنزويلا، كوبا ، كوريا الديمقراطية ، ايران ، سورية .
مشروعها السياسي ولم تأبه بخزعبلات الديمقراطية الاميركية وحقوق الانسان الحيوان والمرأة والطفل الزائفة والعولمة اي تدفق السلع والقيم ورأس المال والخصخصة والغاء القطاع العام – اي ملكية الشعب- والليبرالية ، والمنظمات غير الحكومية ” ال NGOS اي منظمات التجسس وشق الصف والبنية الاجتماعية – وصندوق النهب والبنك الاميركيين المسميين دوليين ، كل هذه القيم والمعايير الغارقة بدماء الشعوب ونهب ثرواتها ومواردهما وخيراتها .
فتقدمت وازدهرت ونهضت وتحررت وتبوأت مكانتها الدولية حيث بتنا نلمس التفوق الصيني الاقتصادي ، والروسي العسكري ، والايراني على كل الصعد ، والفنزويلي الذي امتلك العزة والكرامة والكوري الذي فرض ارادته ومشروعه على ترامب واميركا ، وكوبا الجزيرة الصغيرة المحاصرة المتفوقة في مضمار العلم والطب اما سورية فقد غيرت بمشروعها حركة التاريخ ووجه العالم . لذا استحقت هذه الدول نقمة الامبريالية الاميركية وعدوانها المباشر وغير المباشر ومؤامراتها وحصارها وحروبها القذرة ، واستحقت تشويه وتضليل اعلامها المأجور ، ونقمة عملائها وادواتها ومؤسساتها الدينية ، والفكرية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والسياسية .
اما البلدان التي ترزح تحت نير الوصاية والارتهان للامبريالية والتي انخرطت في المشروع الاميركي فقد سخرت كل قدراتها ومؤسساتها لتنفيذ المشروع السياسي الاميركي .
والادهى ان القوى السياسية والثقافية والفكرية والاعلامية والنقابية والحزبية تخوض معاركها السياسية وفقاً للمعايير والبرامج والمشروع الاميركي ، كالانتخابات النيابية والديمقراطية البورجوازية التي تمكن الفقراء من اختيار من سيستبد بهم لبضع سنوات قادمة ، ببساطة لعدم امتلاكها برنامجها ومشروعها السياسي ، فكانت النتائج كارثية :
سلب السيادة والارادة والقرار السياسي ، والغرق في التبعية والارتهان والمديونية ، وحجب الثروات الوطنية وتبديد الموارد والخيرات ، وظهور طبقة الكمبرادور الكمسيونجية المستفيدين من هذه المراوحة .
وهذا ما يصنع الفارق بين دول ناهضة متطورة تتطلع للمستقبل وتمتلك الدفة كالربان الماهر ، واخرى مكسورة مهزومة مفقرة مجهلة مذعنة ترهن قرارها للوصي الاميركي .
هو نفق ربما طال عبوره لكن لابد من ان يطل الغد الحر وتمضي هذه البلدان والشعوب للامام بعد ان اطاحت بهيمنة القطب الاميركي الاوحد وسطوته على الهيئات الدولية والعالم .