عمر معربوني لوكالة شفقنا : عروض عبداللهيان على طاولة الحكومة: هل سيُتخذ القرار بقبولها؟
خاص شفقنا-بيروت-
زار وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان لبنان، في زيارة هي الثانية له دوليا بعد روسيا، زيارته اللبناية أكد خلالها الوزير الايراني استعداد بلاده لتقديم المساعدة للبنان وقدم مشروع بناء محطتي توليد للكهرباء في الجنوب وبيروت في مهلة زمنية أقصاها 18 شهرا.
وفي هذا السياق قال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عمر معربوني في حديث خاص لـ”شفقنا” أنه من الطبيعي ان يقوم عبد اللهيان بسلسلة من الزيارت بعد توليه منصب وزير الخارجية الايرانية، وعلاقات ايران الوثيقة والحميمة تبرر ان ينطلق بعد زيارته لروسيا الى زيارة لبنان ومن بعده إلى سوريا والعراق.
وعن توقيت الزيارة اعتبر معربوني بأنها ترتبط بمجموعة التحولات الحاصلة بالمنطقة، وانها الى جانب كونها بدايةً زيارة تعارف، فهي أيضا تحمل دلالات مهمة جدا في هذا التوقيت، خصوصا ان الامريكيين يغادرون المنطقة بالتتابع، الى جانب اننا نشهد جولات تفاوض بين أميركا وإيران وبينها وبين السعودية. مشيرا إلى أن وصوله الى لبنان في هذا الجو، سيكون له انعكاسات ايجابية في المنظور المتوسط والبعيد وليس المنظور المباشر لاننا لم نصل بعد الى مرحلة فكفكة العقد الموجودة بالنسبة للصراعات الدائرة في المنطقة.
وفي معرض الحديث عن إمكانية أن تقبل الدولة اللبنانية بالعروض التي تقدم بها عبد اللهيان، لفت معربوني إلى أنه واستنادا إلى الاصطفافات الحالية فإن الحكومة سوف تستمر بنفس النهج الذي انتهجته الحكومات السابقة بما يرتبط بالعروض الايرانية والروسية والصينية، ولكن بالطبع اليوم هناك ظروف مختلفة، وهذا يجب ان يدفع الحكومة باتجاه القبول بأي عرض يمكنه أن يخرج البلاد من الأزمات المتكررة التي يعاني منها، وخصوصا الأزمة الحالية التي تفاقمت إلى حد غير مسبوق.
وأضاف: تقديري بان التوجه الحالي للحكومة اللبنانية يتعارض مع قبول هكذا عروض انطلاقا من الاجواء السياسية، وهذا طبعا احتمال يمكن تجاوزه اذا ما نظرنا الى التجربة التي قام بها الامريكي لجهة كسر قانون قيصر بما يرتبط بسوريا والسماح للبنان باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن، مشيرا إلى أن الأمريكيين بالتأكيد وهذا ما نتوقعه، سيضغطون باتجاه مواجهة هذه العروض ومنع إنجازها.
وأكد معربوني بأن المسألة الآن باتت مرتبطة بقرار الحكومة اللبنانية والذي أعتقد بأنه لا يمكن أن يحدث ثغرة في هذا المجال، وبالتالي فلا أتوقع أن العروض الإيرانية، وخاصة العرض الذي تقدم به الوزير الايراني بما يرتبط بانشاء معمل لتوليد الكهرباء في الجنوب وآخر في بيروت، يمكن أن تجد طريق لها في لبنان، إلا بحال انجزت على غرار ما حصل مع ملف المحروقات الإيرانية التي قام حزب الله بشكل مباشر باستيرادها.
مهدي سعادي – شفقنا