وهنا نص المقابلة:
اسلام تايمز: ماخلفية دعوة الإمام الخامنئي للتوجه بكثافة الى الانتخابات، وهل لديه معطيات عندما قال بأن هناك جهات تسعى لإحداث شرخ بين الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية؟
علاء حسن: لا شك أن الانتخابات تعتبر إحدى مصاديق الاستفتاء حول شرعية الدولة والنظام الحاكم، إذ أن المشاركة الكثيفة دليل على رضى الشعب عن الدولة وإلا لكان قاطع الانتخابات، وهذه من المؤشرات التي يقاس فيها مدى القبول الذي تحظى بها الدولة لدى المواطنين.
من ناحية أخرى في كل استحقاق انتخابي في إيران نشاهد هجمة إعلامية مكثفة إقليمية ودولية للتشويش عليها، ولمنع حصول مهرجان انتخابي يليق بالمواطنين خصوصاً في الانتخابات الحالية التي تجري بعد سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تركت بدون شك آثار اجتماعية مهمة.
اسلام تايمز: هل ان المحافظين في ايران هم الاوفر حظاً في الفوز في الانتخابات الرئاسية حسب استطلاعات الراي؟ وخصوصاً المرشح الرئيسي الذي يلاقي دعماً كبيراً من الحوزة العلمية في قم المقدسة؟
علاء حسن: بعد الأزمات التي تواجهها إيران في العقد الأخير على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لم تعد أولوية المواطن الإيراني تتناغم مع شعارات الاصلاحيين مثل الحريات والمواطنة والانفتاح نحو الخارج وغيرها من الشعارات، فهو من ناحية قد حصل على ما يعتبره كافياً ومن ناحية أخرى باتت أولوياته تنحصر في القضايا المعيشية ومستقبل الجيل الصاعد مثل التعليم وفرص العمل وغلاء الأسعار وغيرها، وهي الأمور التي أثبتت حكومة الرئيس روحاني فشلها في معالجتها، بالتالي نرى أن المواطن الإيراني بات يميل نحو المحافظين من أجل تحقيق مستوى أفضل للعيش وحصوله على العدالة الاجتماعية. وقد اظهرت استطلاعات الرأي أن المرشح السيد ابراهيم رئيسي هو الأوفر حظاً، لكن من غير المعلوم ما ستفرزه صناديق الاقتراع.
علاء حسن: بشكل عام يمكن القول أن رئاسة الجمهورية في إيران كانت من نصيب الاصلاحيين في أغلب الدورات الانتخابية التي جرت بعد انتصار الثورة الاسلامية، لكن إدارة الرئيس روحاني “والتي لم تكن من الاصلاحيين في الأساس لكن جرى دعم الرئيس من قبل الفريق الاصلاحي وتبنيه مقابل التيار المحافظ”، وعدم قدرتها في مواجهة الأزمات الاقتصادية بل وتشديدها بفعل السياسات غير الصحيحة، جعلت شعبية الإصلاحيين في إدارة الدولة تتراجع بشكل كبير، خصوصاً بسبب أداء الاصلاحيين فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية وحصول فارق طبقي كبير نتيجة الأداء الحكومي للإصلاحيين.
اسلام تايمز: كيف ستؤثر نتيجة الانتخابات على الاتفاق النووي الايراني وهل من الممكن ان تعمل الادارة الجديدة على التوصل الى حل لهذا الملف المهم ؟
علاء حسن: من المؤكد أنه في حال فوز المحافظين في الانتخابات فإن أداء الطرف الإيراني في المفاوضات سيتغير، رغم أن هذا التغير لن يكون كبيراً بسبب معرفة الأطراف كافة لضرورة العملية التفاوضية وعدم القدرة على إدارة الظهر للمجتمع الدولي، بالتالي ولأن قرار التفاوض هو قرار سيادي من الدولة، فإن نتائج الانتخابات لن تؤثر على أساس التفاوض، بل على الأداء في التفاوض والذي سيكون أكثر تشدداً من ذي قبل.
أما بالنسبة للتوصل إلى حل لهذا الملف، فأعتقد أن هذا الأمر لن يحصل لما لهذا الملف من تشعبات بقضايا داخلية واقليمية ودولية، وهي قضايا بعضها يعتبر جوهرية بالنسبة للدولة الإيرانية، مثل مسألة الصواريخ البالستية ودعم حركات التحرر والمقاومة في العالم وغيرها من القضايا. وعليه يمكن أن نرى تنازلات شكلية من الطرفين في سياق التهدئة العامة في المنطقة والتي ينشهدها جميع الأطراف.