معن بشور | مفكر وكاتب سياسي قومي عربي
لم تمر أيام على إطفاء الحرائق التي طالت الشجر في احراج عكار متسبّبة بخسائر ضخمة في الثروة الحرجية في المنطقة المحاصرة منذ عقود بالإهمال والحرمان والفقر، حتى حلّت بهم فجر اليوم كارثة فظيعة أدّت إلى حرق العشرات من البشر، بينهم من توفي محترقا(٢٢ شهيداً)وبينهم من نقل إلى المستشفيات (٨٠ جريحاً) في انفجار خزّان للمحروقات. بما يؤكد من جديد أن الفساد المحمي من أصحاب النفوذ والاحتكار المتوّحش الحاضر في كافة مفاصل السلطة، لا يشكّل سبباُ لجوع الناس ووجعهم فحسب، بل يهدّد أيضاً حياة الناس وأمن البلد الوطني.
هذه المرة لا يحتاج اللبنانيون إلى تحقيقات محاصرة بالضغوط على أنواعها كما هو حال التحقيق بجريمة المرفأ لتجهيل الفاعل والمسؤول، بل إلى قرارات طوارئ واضحة بسجن فوري كل محتكر في المحروقات أو الدواء أو الغذاء أو الدولار ، وملاحقة شركائه اياً كانوا ، وتوزيع المخزون المعدّ للسوق السوداء على الناس كل الناس.
طبعا لا بدّ أن تدفع دماء الشهداء في عكار إلى تجاوز كل العوائق في تشكيل حكومة جامعة قادرة من شرفاء البلد تباشر ورشة الإنقاذ أو الى تفعيل حكومة الرئيس دياب دون أي ذرائع، فالضرورات تبيح المحظورات.
أما لأهل الضحايا في عكار والجيش والقوى الأمنية فلا نعزيهم فقط من جراء كارثة انفجار الخزّان بل نذّكر اللبنانيين جميعاً ان عكار كانت دائما خزّان جيشنا الوطني وقوانا الامنية وقلعة العمل الوطني والقومي والثوري ضد نظام فاسد صنعه استعمار حاقد.
فليكن 15 آب /اغسطس 2021 يوم انتفاضة جماعية تطيح بكل الفاسدين وحماتهم من المنظومة الحاكمة المعشعش فيها الفساد، والمهيمن على معظم اركانها الارتهان لمن لا يريد لبلادنا الخير، منظومة التحالف بين “خارج” حاقد و”داخل” فاسد..