كتاب الموقع

عرب ومُسلمون يُهلّلون ليهوه

صناعة الخوف: الإسلاموفوبيا لدى الصهيونية المسيحية الأمريكية - أثارة

نبيه البرجي | كاتب وباحث لبناني

ذاك الحاكم العربي الذي قال لرئيس أوروبي “ماذا يمكنني أن أفعل لهم اذا كانوا قد شقوا الطريق، بأيديهم، الى جهنم”؟ لا عتب على أشقائنا العرب. هم هكذا منذ داحس والغبراء، وربما منذ قايين وهابيل. الأميركي وليم كريستول رأى فينا (المكدسون على أبواب الغيب)، “ظواهر عدمية”، لا يد لنا في اعادة صناعة بلداننا. الآخرون منهمكون في اعادة صناعة العالم. اذ لا نؤمن البتة بذلك العالم الافتراضي (الخرافي) الذي يدعى العالم الاسلامي، نزداد تشكيكاً بوجود “العالم العربي” الذي كل ما أنتجه، على مدى قرن تقريباً، جامعة للدول العربية لكأنها امتداد لمقامات بديع الزمان الهمذاني! 57 دولة اسلامية  في اسلام آباد للبحث في مساعدة أفغانستان، أي تعويم تلك السلطة الآتية من كهوف تورا بورا. من هناك قاتل أسامة بن لادن من أجل ذلك النوع من الاسلام الذي اذ لا يليق حتى بالدمى، لا يعدو كونه نتاج المسار الايديولوجي الذي اختطه حسن البنا عام 1928 .قناعتنا أن الاسلام، كدين الهي أنزل لتكريس ثقافة الله في الكائن البشري، مات مع موت النبي العربي، وقد ضاق ذرعاً بتأويلنا القبلي، وحتى الدموي، للنصوص.لن نسأل ماذا فعلت منظمة التعاون الاسلامي من أجل اليمن، ومن أجل سوريا، ومن أجل ليبيا، ومن أجل العراق، ثم من أجل لبنان الذي يعتبره أصحاب الأحذية الذهبية خارجاً على منطق الأشياء لأن أهله، أو أجزاء من أهله، ومن كل الطوائف، يرفضون أن يكونوا سدنة الهيكل، وقد لاحظ باروخ سبينوزا، منذ ثلاثة قرون، كيف تحوّل الى مكان لـ “قهرالأرواح”!  نسأل أولياء أمرنا، وقد بلغ الذل ببعضهم حد التمرغ تحت عباءات، وربما تحت سراويل، من يديرون لهم ظهورهم، لماذا نحن باقون في جامعة الدول العربية، وهي التي تدار من أورشليم لا من القاهرة، ولماذا نحن باقون في منظمة التعاون الاسلامي التي ليست أكثر من واجهة زجاجية لشيوخ القبائل؟؟

الأميركيون رأوا في لبنان الدولة الفاشلة بكل المعايير الكلاسيكية للحالة. هؤلاء الذين لا تعنيهم سوى مصالحهم  ومصالح “اسرائيل”، اكتشفوا الآن أننا دولة فاشلة، وهم يعلمون، ومنذ عقود، من هم لصوص المغارة، وأين أودعوا مليارات المال العام…ليست الصدفة، ولا اليقظة الأخلاقية، وراء التوقيت، وعشية انتخابات يريدون من خلالها اعادة لبنان الى الحظيرة الأميركية، كما لو أن الجنرال كينيث ماكنزي لا يختال في مناطقنا، وساعة يشاء، وأينما يشاء. نحن في زمن ترصد وزارة الخزانة الأميركية حتى ما يجول في مخيلاتنا. لماذا لاذت بالصمت حتى الآن، وهي التي تعلم من هم الضالعون في صناعة الخراب، لا بل أن الديبلوماسيين الأميركيين يلتقون بالكثير منهم كونهم الأعمدة الأميركية على الأرض اللبنانية بكل معنى الكلمة . سكتوا الى تلك اللحظة التي يفرضون فيها علينا الحصار. المنظومة السياسية لم تكن تعمل لمصلحة أميركا فقط، لمصلحة “اسرائيل” أيضاً التي كيف يمكن لأصحاب البطون الخاوية التصدي لها اذا ما أصرت على ترسيم الحدود البحرية وفقاً لرؤيتها لا لرؤية القانون الدولي. فرنسيس فورد كوبولا، المخرج الهوليوودي الشهير، استغرب كيف أن أميركا التي استطاعت، عبر المسار التكنولوجي تغيير المفهوم الفلسفي للزمن، تبدو في سياساتها، كما لو أنها في قاع الزمن. اذ يتقاطع موقف نفتالي بينيت مع موقف بعض القادة العرب حول زوال هذا اللبنان، علينا أن ننتظر عقوبات وزارة الخزانة الأميركية التي يتهم الصينيون أركانها حتى بـ “الاستيلاء على طعام الملائكة”. هل نرى بين الأسماء من يقفون بالطابور أمام أبواب سعادة السفيرة (ليتهم يبعثون الينا بالليدي غاغا) ؟ لا نتصور. استعيدوا أسماء “الحاخامات” في وزارة الخزانة. لكأنها الكهف الذي كان يقيم في يهوه، ومنه يرشق السابلة بالحجارة. عرب ومسلمون يهللون له…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى