عباءة الدين والنفاق !

هلال عون | كاتب وأديب سوري

يبدو أن كل من حكّم عقله وقدّمه على النقل، اتهم بالزندقة والكفر والإلحاد من قبل رجال الدين وتمت استباحة دمه عبر التاريخ .

ويبدو أن سبب هذا التكفير والحكم بإنهاء حياة العلماء والفلاسفة هو خوف رجال الدين من اسقاطهم سلطتهم القائمة على النقل .

و هذه بعض شواهد و مشاهد من تاريخنا ، تدل على محاربة رجال الدين للعقل ، من خلال بيان مواقفهم من ست شخصيات ، تعتبر من أرفع الشخصيات العلمية والفكرية في تاريخ العالم الاسلامي ، عاشت جميعها في العصر العباسي .

ابن حيان

عالم الكيمياء الأشهر ، فهو أول من استخدم الكيمياء عمليا في التاريخ، فلقب نظير ذلك بـ”أبو الكيمياء”.

ولأنه كذلك، لم يسلم من تهمتي الزندقة والكفر .
يقول ابن تيمية في كتابه “مجموع الفتاوى”: “وأما جابر بن حيان صاحب المصنفات المشهورة عن الكيماوية، فمجهول، لا يعرف، وليس له ذكر بين أهل العلم، ولا بين أهل الدين”.

ويتابع : “ولو أثبتنا وجوده، فإنما نثبت ساحرا من كبار السحرة في هذه الملة، اشتغل بالكيمياء والسيمياء والسحر والطلسمات، وهو أول من نقل كتب السحر والطلسمات”، و لم يسلم من عقله التكفيري عالمٌ.

الفارابي

الملقب بـ”المعلم الثاني”، إسوة بأرسطو، المعلم الأول.
وقد كفّره ابن تيمية أيضا.

ويقول ابن العماد في “شذرات الذهب” إن “العلماء قد اتفقوا على كفر الفارابي وزندقته”.

ابن سينا

، وصفه ابن القيم الجوزية في “الصواعق المرسلة” بـ”الملحد، بل رأس ملاحدة الملة” .
وفي “إغاثة اللهفان” قال إنه “إمام الملحدين الكافرين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر”.
و كفّره أبو حامد الغزالي أيضا في كتابه “المنقذ من الضلال” .
ووصفه الكشميري في كتابه “فيض الباري” بـ”الملحد الزنديق”.

الكندي

الملقّب بـ”مؤسس الفلسفة العربية الإسلامية”.
تعرض الكندي لانتقاد لاذع لكونه رأى أن العقل هو جوهر التقرب من الله.

ورأى الغزالي أن الكندي أخطأ في الاعتقاد بأن الكون خالد، وأن الأجساد لا تبعث، فكُفِّره نتيجة لفكره، واعتبره الكثيرون “منجما ضالا متهما في دينه”.

ابن رشد

اعتبره الحافظ الذهبي في “سير أعلام النبلاء” وابن تيمية في “درء تعارض العقل والنقل”، فيلسوفا “ضالا ملحدا .
قالا إنه حاول التوفيق بين الشريعة وفلسفة أرسطو، وهو في موافقته هذه وتعظيمه لأرسطو وشيعته “انتصر للفلاسفة الملاحدة في “تهافت التهافت”، ويعتبر من باطنية الفلاسفة، وإلحادياته مشهورة”.

ابن الهيثم

لم يسلم ابن الهيثم أيضا من التسفيه، بعدما اعتبره البعض ملحدا خارجا على الإسلام كأمثاله من الفلاسفة.

ابن تيمية كعادته، كفر ابن الهيثم، وقال في “درء التعارض” إنه “من الملاحدة الخارجين عن دين الإسلام، من أقران ابن سينا علما وسفها وإلحادا وضلالا… كان كغيره من الفلاسفة يقول بقدم العالم وغيره من الكفريات”.

Exit mobile version