علي محمد كوثراني | كاتب لبناني
مدعو ثقافة ودين، فلاسفة فاجرون لا يرتقي الى فجورهم الا كل من اتخذ من التدين مطية للدوس على المقدسات وضربها، وبث الدعاية السلبية لسلب قيم عاشوراء التي تُمثل كل بركاتنا وانتصاراتنا وعزتنا.
بت لا استغرب قول هؤلاء، الحقد يحركهم والبغض يُنزلهم الى حيث الدنائة، فالحضيض موقعهم الطبيعي والرسمي، ذهبوا بعيداً باسقاط مفاهيم عاشوراء وكربلاء على الطعام والشراب وكل الماديات، وكأن التكليف الالهي المُلقى على عاتق الانسان المؤمن هو ان يكون غريزاً، يلهث خلف الملذات ونسي انه يجب ان يسعى لكي تتجلى الصورة الالهية عبر سلوكه وتصرفاته في الحياة، فالتكليف والالتزام به يتوجب البذل والعطاء والمشقة ولم يكن يوماً طريقاً وردياً لا تعتريه العقبات.
بالعودة الى كربلاء هي من اجمل وارقى واروع المحطات، التي نستلهم منها الدروس والعبر لتكوين سيرة ذاتية للفرد، لتكون نموذجية عبر كيفية السعي للوصول الى رضا الله تعالى، فمن كربلاء نستطيع ان نستلهم دروس الصبر والثبات على الأذى والحصار المفروض علينا من قبل الفساد الداخلي الذي يرعاه الاستكبار العالمي وعدم الانجرار الى معركة وثورة بتوقيتهم بل بالتوقيت الذي تفرضه علينا مفاهيم كربلاء.
فاليوم، المرحلة هي مرحلة الصبر والبصيرة ورفع شعار هيهات منا الذلة الذي يُريد هذا الاستكبار ان يضربه ويُحمل مسؤولية هذا الذل للمقاومة وسيدها, ويجعلنا ان ننسى المغزى الأساسي من كربلاء الحسين عليه السلام، عبر سلب قوة الارادة التي نُغذيها عبر حضورنا في المجالس واقامة كل الشعائر، لان التكليف اليوم هو البذل والتضحية والعطاء من اجل الحفاظ على هذا الإرث العظيم، قبل ان يحين موعد الثورة لكسر كل مستكبر فاسد في هذا الوطن الذي هو وديعة للظالم الأكبر في هذا العالم.
فعلينا الاكثار من اقامة المجالس والاطعام حباً بالحسين عليه السلام، والبذل والعطاء دون النظر الى كل مُغرض حاقد مفتري فاجر، لان كل ما لدينا هو من عاشوراء وكل انتصاراتنا هي مداد للدم الطاهر الذي أُريق في كربلاء.