روبير بشعلاني | كاتب وباحث لبناني
ما يهم معرفته بالمرحلة الحالية ليس كيف نوزع الخسائر، غير المستقرة بعد، وليس كسر الحدود امام طموح الطبقة الصناعية الجديدة المحتاجة الى سوق واسعة، فهي اصلا غير موجودة وما نهبه البعض في السابق لم يكن “تراكماً اولياً” بل اريد له ( الدور) ان يصرف على اعادة انتاج القرابة معاشياً وقد صرف.
ما يهم معرفته هو كيف سيتحول دورك في النظام العالمي الجديد الذي يعيش مخاض ولادته وكم من الوقت سيستغرق هذا التحول العالمي وهل سيكون هناك تفاهمات مرحلية قبل سقوط المركز الرأسمالي القديم وصعود الجديد. بمعنى اخر كيف ستعيش خلال هذه الفترة الانتقالية الكبرى.
ما يهم معرفته هو ان الذي سقط ليس الادارة المحلية غير الرشيدة، وهذا طبعا موجود، بل ان الذي سقط بالاساس هو كل دورنا اللبناني في اطار منظومة النهب المافياوية الغربية التي تترنح.من هنا ركاكة اوهام من يعتقد بادارة الازمة.
ما يهم معرفته هو ماذا جرى بحلف بغداد الجديد؟ واي دور سيعطى فيه لفرنسا التي فتحت “دفاترها القديمة”.
هل سيقبل الامريكي بتسليم العلام؟ ولمن؟
في قراءة اللوحة ليس من الواقعية في شيء ان تبدأ من زاوية من زواياها بل ان تقرأ زواياها انطلاقا من الكل.
ما يهم معرفته اليوم هو طبيعة الصراع وموقعنا فيه ووزننا واهميتنا وتحديد ما نريد انطلاقا من هذه المحددات وما تتيحه.
تستطيع في زاويتك ان تحلم ما شئت وبما شئت لكن ان تقول احلامك ورغباتك بصوت عال لا يعني انها قابلة للتحقق. فقد تكون اقصر الطرق لركوب عجلات الطائرات الهاربة.
صباح الصعاليك العرب.