ميراي الملحم | كاتبة لبنانية
على وقع الأحداث المتتالية من خمول فورة ١٧ت١ وغفوة الحكّام أجمعين ،
وبين دعوة البطريرك الراعي لمؤتمر دولي وبين معارضة بلا بركة ،
بات الوضع اللبناني كَمَن يلفظ آخر أنفاسه على سرير الإنعاش ، في انتظار المجتمع الدولي أنْ يرأف بحاله وينتزع الوطن من رماله المتحرّكة ..
ولكن هل فعلاً هذا الحلّ المنشود صائب في تحديد مصيرنا ؟
أيا سادة ويا رفاقي وإخواني في الوطن ، الحقّ الحقّ أصرخ لكم لحماية ما تبقى من كرامتنا
أنَسيتُم أنّ من يتحكّمون بقُوتِنا يُنفّذون أوامر أسيادِهم الخارجيّة ويُسهّلون أجنداتهم لِسرقة مواردِنا وثرواتِنا ؟
لقد وقعنا في المحظور وتجربة الإله لمدّة ٤٠ عام في صحراء الفساد ، حتّى تخلّينا عن الإيمان وبِتنا نعبُد أصنام الحكّام بلا خجل ..
لا يا سادة لا ملامَة على ملوك الطّوائف ولا مُسَيّريهم ، بل سأجلد نفسي وشعبنا بلا رحمة ،
هُم مدركون تمام المعرفة أنّنا قوم لا نحترف الوطنيّة بل مبايعات عشوائيّة
أنّنا قوم نموت ونحيا فداء الزعامة .
كيف لا يظنّون بنا ذلك ونحن سبب بلاوينا
نحن مَن رضيَ أن نكون مسخرة العالم
نحن مَن رضيَ الخنوع ولا نموت بكرامة
نحن مَن رضيَ أن نبقى عبيداً لأعوامٍ مديدة ، بالأمس والحاضر والمستقبل ؛ نَعَم هذه حقيقتُنا المرّة !
فَإلى متى يا مَن كان شعباً عظيماً
نحيا من أجل prestige وهميّ ولا نتلطّخ بدمائِهم من أجل الحريّة ؟
دُقّ فانوس الخطر وهُزّ سلام منازلنا
لما الخنوع والإستسلام لسلطة حكّام عاجزة وفرص مستهلكة ومستوردة ما عادت مجدية لأرضٍ ناضلت للبقاء طيلة ستة آلاف عام ؟
عذراً وبلا شفقة ، نحن أصبحنا قوماً نستحق أوسمة كل مذلّة وإهانة .
انتفضوا يا أبناء الجليل واستردوا ما اغتُصب منكم وأبائكم وأولادكم ، فالعين بالعين والبادي أظلم
انتفضوا بيدٍ واحدة من حديد واقلبوا موازينهم وحسابات الدول المحورية .
لبنان لكم ، إصنعوا تاريخكم بمنظورٍ متجدّد بخطوات مقدامة في زمن ذكوري مدمّر ، ولما لا قلبه والدة – عقله سيّدة – أسلوبه إمرأة – قراره وأعماله أخت رجال وأكثر !!
ألم يحن للبناننا أنْ يحيا ؟
بلى يا رفاقي وإخواني في الوطن صار الوقت
أنْ تلمع فوانيس الوطن منارة ، لا بصراً إنّما بصيرة ..