نشر موقع “سي جي تي أن” الصيني، اليوم الجمعة، مقالاً للكاتب برادلي بلانكينشيب، يقول إن الغرب يواصل تجريد السوريين من إنسانيتهم في خضم المأساة التي ضربت بلادهم.
وفيما يلي نص المقال منقولاً إلى العربية:
بعد وقوع الزلزال المروع في تركيا وسوريا، سارع المجتمع الدولي إلى تقديم تعازيه ومساعدته، التي شابتها تفاوت الدول الغربية بالتعامل مع المأساة ببين تركيا وسوريا على خلفية سياسية.
وعلى سبيل المثال، توضح تغريدة المفوضية الأوروبية تجاهلها لمصاب سوريا: “ضرب زلزال قوي تركيا، وأثرعلى سوريا المجاورة”. وتابع أنه تم حشد فرق الإنقاذ من أكثر من 10 دول لمساعدة تركيا.
الرئيس الأميركي جو بايدن، لم يكن أفضل من حلفائه الأوروبيين، مع أنه ذكر سوريا إلى جانب تركيا، لكنه لم يلحظها في تقديم الدعم والمساعدات، في دلالة على استمرار تجريد السوريين من إنسانيتهم، من خلال الحرب والعقوبات. فالولايات المتحدة تواصل احتلالها العسكري لسوريا وتسرق بانتظام مواردها النفطية.
تعاني سوريا من وضع اقتصادي واجتماعي حرج ببسبب العقوبات الغربية، التي تهدف إلى تجويع السوريين، وتجعل من مد يد المساعدة خلال الأزمات الكبرى لهذا البلد شبه مستحيلة، وتقوض الإرادة الإنسانية الأساسية للتعاطف والميل الطببيعي نحو المساعدة.
قد حان الوقت لرفع الحصار الجائر المفروض على سوريا، بعد 12 عاماً من الحرب الغرببية المدمرة على هذا البلد، والتي تستكمل شرورها العقوبات الأميركية التي تصيب الشعب السوري بطريقة أكثر قسوة من الحرب نفسها.
تقدم الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي “الناتو”، مليارات الدولارات من الأسلحة الثقيلة لإبقاء الحرب مستعرة في أوكرانيا، ولكن لا يمكنهم حشد أي مساعدات إنسانية لسوريا.
وبالنسبة للدول الغربية، فإن مساعدة سوريا ستكون قطرة ماء في دلو فارغ، مقارنة بما يقدمه هؤلاء لإثارة الحروبب مع روسيا والصين وغيرهما.
مع ذلك، تخلي الغرب عن سوريا، لا يعني أن المجتمع الدولي قد فعل ذلك أيضاً. فتقدمت العديد من الدول من خارج المنظومة الغربية بمد يد المساعدة لتركيا وسوريا، وبينها بطبيعة الحال جمهورية الصين، التي بادر رئيسها شي جينغ بينغ برسالة تعزية إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس السوري بشار الأسد على التوالي.
في وقت أعلن فيه المتحدث المتحدث باسم الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي شوي واي، عن أن الصين “مستعدة” لتقديم مساعدات إنسانية طارئة وفقاً لاحتياجات ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا على حد سواء.
تعكس هذه القيم الراسخة في تصرفاتها اليوم فيما يتعلق بتركيا وسوريا، من خلال التزامها بالتعاون بين بلدان الجنوب في التنمية السلمية، لا عبر فرض العقوبات والهيمنة والحصار على الدول، بغاية تغيير حكوماتها كما تفعل المنظومة الغربية في شن الحروب بالوكالة. في الواقع، لم تشارك الصين في أي حرب منذ عدة عقود.