يعرض “معهد أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، ضمن فعاليات مؤتمره السنوي الذي انطلق اليوم الثلاثاء، “لعبة الحرب”، وهو “سيناريو الرد الإيراني المحتمل لمواجهة تؤدي إلى حرب في الشرق الأوسط بين المحور الذي يضمّ إيران وسوريا وحزب الله، وبين إسرائيل والولايات المتحدة والإمارات”.
سيناريو انطلاق الحرب الذي سيعرض في المؤتمر، يتحدث عن أنه “تبدأ في الساعة 04:30 فجراً إطلاق 6 صواريخ من غرب العراق باتجاه إسرائيل. أحدها ينجح في خرق منظومة الدفاع ويصيب بشكل مباشر مبنى شاهق الارتفاع في تل أبيب، فيقتل 6 إسرائيليين ويصاب 30 شخصاً آخرين”.
في المحاكاة التي أجراها المعهد، فإن الهجوم الصاروخي هو “فقط جزء من سلسلة عمليات ضد أهداف إسرائيليّة وأميركيّة وأخرى في الشرق الأوسط”.
ويكمل السيناريو أنّه “بالتوازي مع صليّة الصواريخ من العراق باتجاه إسرائيل، يُطلق صواريخ على مجمع السفارة الأميركيّة في بغداد، مما يسفر عن مقتل جندي من المارينز”.
وفي الليلة السابقة، تقع وفق المحاكاة “سلسلة من هجمات إطلاق النار، بادرت اليها إيران على ممشى المارينا في دبي، وفي مركز تجاري ضد سياح وتحديداً إسرائيليين. ينتج عن ذلك مقتل 10 إسرائيليين و8 أميركيين و8 مواطنين محليين”، وفق التقرير.
أيضاً تشارك حركة “أنصار الله” في الحرب، فتطلق بحسب المعهد “صواريخ دقيقة ضد أهداف في السعودية، وتصيب من بين أمور أخرى، منشآت تكرير النفط في مدينة جدة التي تقع على شاطئ البحر الأحمر”.
من الناحية الإسرائيليّة، يشنّ الاحتلال بحسب السيناريو “هجوماً واسعاً ضد أهداف إيرانيّة في سوريا والعراق، يوقع قتلى بين الإيرانيين وحزب الله”. ورداً على ذلك، “يطلق حزب الله صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في المرحلة الأولى، بهدف محاولة الحد من المواجهة، بدلاً من إطلاق صواريخ نجو جنوب حيفا”.
رداً على ذلك “تهاجم إسرائيل أهدافاً في لبنان، فيقتل 30 مدنياً، ويرد حزب الله بتوسيع القصف إلى تل أبيب، مما يؤدي إلى مقتل 12 مدني إسرائيلي”.
ترد “إسرائيل” مرة أخرى وفق السيناريو، بهجوم واسع النطاق، لكنها “تحاول أن لا يتدهور الوضع إلى مواجهة واسعة وحرب”.
الولايات المتحدة الأميركيّة، كجزء من السيناريو، “ترسل رسائل إلى إيران تدين الهجمات، وترفع من جاهزيّة قواتها في الخليج، وتجري محادثات تشاوريّة مع روسيا والصين بشأن الرد المناسب من جانبها”. كما تحذر الولايات المتحدة، إيران من “استمرار الهجمات من جانب القوات الموالية لها ضد قوات أميركيّة، وبأنها سترد فوراً بضربة مكثفة ضدهم”.
ومع ذلك، بخلاف الهجمات ضد داعمي إيران في العراق، “لم تتخذ الولايات المتحدة أيّ إجراءات هجومية، واهتمت بشكل أساسي بالخليج وليس بالمواجهة بين إسرائيل وحزب الله”.
ويبرز من سيناريو اللعبة “شك بقدرة الولايات المتحدة الأميركيّة على تفعيل آلية فعالة لإنهاء الحرب”، بحسب ما قال موقع “القناة 12” الإسرائيليّة عن سيناريو المعهد.
أمّا عن روسيا، فيتحدث السيناريو، أنّ الأزمة “تشكل بالنسبة لبوتين، فرصة لوضع نفسه كلاعب إقليمي ودولي مركزي. ميزته أنه يستطيع التحدث مع كل اللاعبين، وتفعيل الدبلوماسيّة المكثفة معهم”.
وفيما يتعلق بإيران، رأى السيناريو أنها “تصرفت بطريقة مضبوطة لمنع نتيجتين سلبيتين لها: مهاجمة أهداف في أراضيها وتقويض القوة الصاروخيّة لحزب الله في لبنان، والتي تهدف إلى ردع إسرائيل عن مهاجمة البنيّة التحتيّة النوويّة في إيران”.
ويشير السيناريو إلى أنّه “أدى استعداد إيران لإغلاق الحدث بسرعة، إلى منع الهجمات على أراضيها. لكنها فشلت في منع حزب الله من العمل ضد إسرائيل”. ويوضح “معهد ابحاث الأمن القومي” أن “التوتر يعكس المصالح المستقلة لحزب الله، على الرغم من اعتماده على إيران وتبعيته الواضحة”، وفق التقرير.
أمّا الإمارات فتعاملت بشكل أساسي مع ما يحدث في محيطها، بحسب السيناريو. ويؤكد ممثل الإمارات، أن “الهدف الأعلى لبلاده هو منع هجوم آخر على أراضيها”، كما يدعو مجلس الأمن الدولي إلى “إدانة الهجمات وفتح تحقيق دولي ضد منفذيه، مع تنسيق المواقف مع السعودية والبحرين للرد على أهداف حوثيّة”.
وفي هذا السياق، يشير مدير المعهد العميد احتياط أودي ديكل، إلى أنه “خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها كبار مسؤولي المعهد للإمارات، أوضح لهم أنه لا مجال للحلم بأن طائراتنا ستقلع من الإمارات لمهاجمة إيران”، وعليه فإن السؤال الذي يطرح نفسه، “ما هي مساهمة اتفاقيات إبراهام لإسرائيل في مجال التعاون الأمني؟”.
العميد احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي إيتاي بارون، يؤكد أن لعبة سيناريو الحرب هذه “تعكس خوف جميع اللاعبين من التدهور إلى حرب واسعة، لكنها تبرز أيضاً أن التصعيد في الواقع يمكن أن يتطوّر إلى مواجهة واسعة النطاق”.
وقدر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غادي إيزنكوت، أنه في حالة حدوث سيناريو مماثل في الواقع، فإن “رد إسرائيل سيكون أشد من الرد المعروض”، مبرزاً أن “الطريقة التي ينتشر بها حزب الله، تجعل منظومته الصاروخيّة، بما في ذلك قدراته الدقيقة، في قلب البيئة المدنيّة. وأيّ هجوم ضد منظومة الصواريخ الدقيقة سيؤدي إلى أضرار عرضيّة واسعة النطاق، وبالتالي من المحتمل أن يتصاعد إلى حرب”.
من ناحيته رأى رئيس “معهد أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي، اللواء احتياط عاموس يادلين، أنّ لعبة الحرب “تظهر مرة أخرى الحاجة إلى معالجة مسألة الصواريخ الدقيقة لحزب الله، وتبادل الضربات المضبوطة بين الطرفين، يمكن أن يؤدي إلى انتاج فرص لتوجيه ضربة وقائيّة ضد هذه المنظومة الخطيرة”.
يذكر أنّ معلّق الشؤون العسكريّة الإسرائيليّة ألون بن دافيد، كان اعتبر مؤخراً أنّ “قدرة الصواريخ الدقيقة لدى حزب الله يمكن أن تشل منظومات استراتيجية لإسرائيل، ويستطيع حزب الله بواسطة الصواريخ الدقيقة إصابة قاعدة هكريا في تل أبيب، حيث مقر وزارة الأمن وهيئة الأركان العامة”.
جاء ذلك بعد أيام، من تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في “حوار العام” مع الميادين، أنّ “عدد الصواريخ الدقيقة لدى المقاومة بات ضعفَي ما كان عليه قبل سنة”، مشدداً على أن “أيّ هدف على امتداد مساحة فلسطين المحتلة نريد أن نصيبه بدقة نحن قادرون على إصابته بدقة”.
الميادين نت