مقالات مختارة

سيبقى جيشُ تشرين جيش العروبة الأول

د. جمال شهاب المحسن | إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي وسوسيولوجيا الصراع

بكلّ حرارة الشعور الوطني والقومي وبروح المقاومة نقفُ اليوم لنشارك في أفراح الذكرى الثامنة والأربعين لحرب تشرين التحريرية التي قادها بعنفوان وكرامة واقتدار القائد الخالد حافظ الأسد وسطّر ملاحمها أبطال الجيش العربي السوري، الجيش الأول الذي حطّم أسطورة ما تمّ ادّعاؤه زوراً وبهتاناً لفترة من الزمن بأنّ جيش العصابات الصهيونية هو «جيش لا يُقهر».

لقد حطّم أبطالُ سورية الأسد خط آلون، وهو خط الدفاع «الإسرائيلي» في الجولان السوري الذي يماثل خط بارليف على الجبهة المصرية، حيثُ يمتدّ خط آلون على طول الجبهة السوريّة نحو 70 كم ، وهو خط عريض لحماية الأمن الإستراتيجي «الإسرائيلي» في فلسطين المحتلّة.. فقام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 تشرين الأول عام 1973 بقصف مواقع الجيش «الإسرائيلي» في الجولان، حيث شاركت في الهجوم مئة طائرة مقاتلة سوريّة، وفتحت أكثر من ألف فوّهة نيران مدافعها، ثمّ انطلقت وحدات وقطاعات الجيش العربي السوري بدباباتها ومدرّعاتها عبر الجولان مخترقةً ومحطّمةً خط آلون الدفاعي «الإسرائيلي» وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية، مكبّدةً قوّات العدو الصهيوني خسائر فادحة، ممّا اضطرّ رئيسة الحكومة «الإسرائيلية» آنذاك غولدا مائير إلى إيقاظ هنري كيسنجر من نومه وطلبت المساعدة الأميركيّة المباشرة.. وكان لها ذلك.

ونفّذت وحدات من القوّات الخاصة السوريّة عمليةً عسكريةً كبرى، وحرّرت مرصد جبل الشيخ الإستراتيجي وأسرت كلّ أفراد الجيش «الإسرائيلي» في هذا الموقع.. وسجّلت هذه المعركة التي كانت بالسلاح الأبيض بطولات نادرة للجندي العربي السوري، فقام لواء غولاني «الإسرائيلي» بمحاولة إنزال لاسترجاع المرصد، إلّا أنّ القوّات المسلّحة السورية ألحقت به الهزيمة والخسائر الفادحة.

وفي مساء اليوم الثاني، ركّزت قيادة العدو مستندةً إلى الدعم الأميركي المباشر على الحبهة السوريّة وأعطتها الأولويّة، كونها تمثل الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني.

وفي هذه العجالة، لا يمكن استعراض كافّة الصفحات البطولية للجيش العربي السوري في هذه الحرب التحريرية المجيدة التي حرّرت الإرادة العربية من بين رُكام الهزيمة واليأس، فكانت إرهاصة قوميّة في الآماد البعيدة، امتزج فيها الدم العربي الوحدوي، وكانت انتصاراً لسورية ومصر والعرب من المحيط إلى الخليج.

ولو قُيّض لهذه الحرب أن تكون بدون قرار أنور السادات المتراجع عن التنسيق السوري ـ المصري ووحدة المعركة وقبوله بوقف العمليات العسكرية على الجبهة المصرية حيث تمّ التركيز الإسرائيلي الأميركي على الجبهة السوريّة التي بقيت مشتعلةً عدة أشهر ، لكانت هذه الحرب قد وصلت إلى نصر كامل غير منقوص بتحرير كلّ الأرض العربية المقدسة.

في هذه المناسبة المباركة، نؤكّد أنّ جيش تشرين ما زال بحيويّته وصلابته وعنفوانه، وسيبقى الجيش الأول للأمّة وقضاياها المشروعة والمقدّسة، وذلك على الرغم من العدوان الأميركي الصهيوني الغربي التركي الأعرابي الإرهابي المستمرّ منذ أكثر من عشر سنوات ونيّف .

وسيسجّل التاريخ، أنّ سورية بقائدها السيد الرئيس الدكتور بشار حافظ الأسد وجيشها وشعبها ومؤسّساتها الشرعيّة، قد غيّرت مع حلفائها موازين القوى في المنطقة وحتى على المستوى العالمي…

ألف تحية وسلام لروح بطل التشرينيْن الرئيس الراحل حافظ الأسد رحمه الله الذي سيبقى مشِعّاً في تاريخ سورية كله وفي قلوب أحرار الأمة والعالم .

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والنصر لسورية قلب العروبة النابض وقلب العالم، شاء من شاء وأبى من أبى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى