سياسة العصا الأمريكية
حسين المير – كاتب سوري
منذ زمن طويل والولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع كل دول العالم بسياسة الفوقية والإستكبار وإزدواجية المعايير .
أمريكا هذه التي نصّبت نفسها شرطياً على العالم والدول المستضعفة تحاسب من تشاء وتتساهل مع من تشاء وتتحالف مع من ينفذ طلباتها ويمشي بشروطها إنها الدولة العنصرية في هذا الكون والتي تجعل الحق باطلاً والباطل حق .
وهيّ التي تساعد الكيان الصهيوني الذي إحتل فلسطين العربية وشرد شعبها وهجر أبناءها .
هذه الولايات المتحدة والتي أينما حلت حل البلاء والظلم وما من دولة إحتلتها إلا ودمرتها ونهبت مقدراتها وسرقت ثرواتها وفرضت عليها العقوبات .
وهيّ التي تسيطر على مجلس الأمن الدولي وقراراته وتمنعه من إقرار الحق فتقوم بإفشال أي قرار يعود لصالح اي دولة تعاني المظلومية .
وأمريكا التي تفرض عقوبات قاسية وظالمة على الكثير من الدول والمنظمات والأشخاص .
وتتبع بذلك إزدواجية المعايير فهي تفرض عقوبات على الأشخاص المناوئة لسياساتها وقرارات إدارتها وكل شخص لا ينفذ أوامرها وطلباتها .
فمنذ أربعون عاماً وهيّ تفرض العقوبات والحصار الجائر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وذلك بحجج واهيه وإتهامات كاذبة تقوم بتلفيقها لكل دولة تفرض عليها الحصار والعقوبات .
حتى روسيا والصين لم يسلما من عقوباتها مع العلم بأنهم دولتين كبيرتين ولهما مركزهما بين الدول وهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي .
وفي السنوات الماضية في عهد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب والذي يعتبر من أسوأ رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية فهو لم يترك دولة في المنطقة دون عقوبات وفرض عليها الحصار ومن هذه الدول سورية التي فرض عليها عدواناً منذ عشرِ سنوات . وفنزويلا كذلك فرض عليها اشد عقوبات وحصار وتحريض على حرب أهلية.
هذه السياسة السيئة سياسة الإجرام والسيطرة على العالم التي تتبعها أمريكا فهي لن تطول والعالم بات يعاني من تصرفاتها ومن سياساتها العنصرية وأصبحت كل شعوب المنطقة كارهةً لأمريكا ومن يجاريها .فعقوباتها تطال كل شخص لا يمشي بسياساتها ولا ينفذ طلباتها .
بينما الأشخاص التابعين لها وينفذون كل ما تريده فهي تتساهل معهم وتساعدهم وتغض النظر عن جرائمهم وتصرفاتهم بحق معارضيهم من سجن وملاحقة وقتل .
وكذلك تغض الطرف عن جرائم الكيان الصهيوني الذي يحتل فلسطين ويهجر أبناءه ويسجنهم في معتقلاته وسجونه ولايزال يحتل أرض الجولان السورية وماتبقى من أراضٍ لبنانية .
إلا أن سياسات ترامب التي إستخدمها ضد العالم فقد إرتدت عليه وعلى أمريكا فالولايات المتحدة الآن باتت منقسمة ولديها العديد من المشاكل الداخلية فهذا العهد الترامبي الفاشل أدى إلى ضعف كبير في الداخل الأمريكي .
وأمريكا بحاجة إلى عدة سنوات لإعادة ماكانت عليه قبل عهد ترامب وإعادة هيكلة سياساتها الخارجية مع الدول الكبيرة والمحورية .
فإن إستمرت بسياستها الحالية من إستكبار وفوقية وظلم للشعوب ووقوف مع الظالم ضد المظلوم فالأمور لن تبقى على ماهي وخصوصاً بعد إستعادة روسيا لقوتها ومكانتها بين الدول وتقدم الصين كذلك حيث أصبحت من الدول الإقتصادية الأكبر في العالم .
وتقدم محور المقاومة حيث برزت قوة إيران في الصمود والتصدي للهيمنة الأمريكية الصهيونية في المنطقة وقيامها بمساعدة حلفاءها في المحور وكسر المشروع الأمريكي الذي كان يخطط للسيطرة على العراق وسورية وكسر الحصار على فنزويلا من خلال إرسال ناقلات نفط لفنزويلا .
والآن أصبح محور المقاومة والدول الكبيرة روسيا والصين أكثر تقدماً وتعاوناً بينما أصبحت الولايات المتحدة ومن تحالف معها في تراجع لجميع مشاريعها ومخططاتها في المنطقة وفشل سياساتها التي لم تعد تنفع وسلاح العصا التي تستخدمه دائماً سوف يهزم ، والعصا ستكسر على أيدي الشعوب الرافضة لظلم أمريكا وإستكبارها وهيمنتها ..