رنا العفيف | كاتبة وإعلامية سورية .
بين ممارسات ” قسد والإحتلال التركي وتمادي الخارجين على الدولة في الجنوب وعربدة الكيان الإسرائيلي والإستكبار الأميركي صرّحت الكاتبة والإعلامية السورية رنا العفيف لموقع المراقب :
من الطبيعي جدا أن نشهد تصرفات رعناء من قبل ميليشيات قسد الإنفصالية تجاه أهل المنطقة بشكل خاص وتجاه سورية بشكل عام ، وطبعا هذا نتيجة حتمية لانتصارات الجيش العربي السوري في الرقة وفي ريف دير الزور فكان لهذا الانتصار ردة فعل إجرامية غير أخلاقي وغير إنسانية ، بعد فشلها في محاصرة سكان حي طي ومقاسم حلكو في مدينة القامشلي شمالي محافظة الحسكة هبّت الجماهير الشعبية لتوحيد الصف ضد الإجراءات التعسفية التي قامت بها ميليشيات قسد بمنع دخول المساعدات التموينية .
قامت قوات قسد بفرض حصار جائر على حي طي ومقاسم حلكو وانتهى بخروج السكان بمظاهرة شعبية تأتي ضد هذا الحصار المفروض من قبل هذة الميليشيات وطبعا هذا الضغط الشعبي الكبير كان رسالة واضحة لأعداء سورية والمنطقة . وهدف هذه الميليشا هو الضغط على أهالي المنطقة بأمر من أسيادهم ليثيروا بلبلة وفتنة عشائرية كما كان مخطط ليقع الكل تحت مقصلة قسد.
ولكن كان هناك إجماع وطني ووقفت المنطقة يدا واحدة فكانت النتيجة واضحة بأن الإنتماء والهوية والوطن هما أقوى من المؤامرة التي تحاك لسورية وأبنائها
رسميا دعت عشائر سورية لطرد المحتل الأمريكي ، كما أن العشائر العربية السورية في مدينة دير الزور أصدرت بيانا دعت فيه إلى توحيد الصف وطرد كل القوى المحتلة ، حيث تضمن بيان قبيلة العكيدات تصعيدا واضحا بوجه ما يسمى التحالف الدولي (بيان واشنطن) وقسد إذ حملهما مسؤولية إلقاء القبض على قتلة شيوخ العشائر ووجهائها وأمهلهما شهرا لتسليم قتلة أحد أبرز ووجهائها .
نعم العشائر العربية السورية تدعوا أبناء المنطقة إلى الوقوف صفا واحدا وكان هناك تفاعلا مع هذة الدعوة وأبدى شيوخ بقية العشائر ووجهاؤها استعدادا للدفاع عن ممتلكاتهم والوقوف إلى جانب الدولة السورية قائلين :(إن الديار التي لا تحميها أبناؤها لا يحميها الغرباء الطامعون ) وطبعا هذا الكلام كان موجهاً إلى قسد وميليشياتها واسيادها ليشكل ذلك رسالة واضحة للعشائر العربية السورية ودورها في المنطقة .
تركيا هي الوجه الٱخر والمتغطرس للكيان الغاصب وللولايات المتحدة الأمريكية فهي لا تفرق عنهم في الاستيطان والاحتلال والغزو فالعثماني التركي له تاريخ بسفك الدماء والدماروالخراب وهذا التاريخ الأسود مرتبط بتاريخ اسرائيل وامريكا إذا كان لاردوغان حصة في تقاسم الكعكة الصهيونية خلال شن العدوان الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهم القذرة على سورية ، وكانت لدى أردوغان أحلام كبيرة ولكن كما قال الرئيس الأسد بأن حلب ستتحول إلى المقبرة التي تدفن بها أحلام أردوغان وهذا الكلام طبعا بات واضحا وضوح الشمس بأن معركة التحدي والصمود من أبناء سورية وجيشها وقيادتها باتت قريبة وسنقطف ثمار هذا التعب والصمود بعزيمة الأمة والتفاف أبنائها حول قائدها والان هو يواجه أعداء سورية بشعبه الصنديد وجيشه العقائدي .
بما أن مخططات التركي في الشمال هي التغيير الديموغرافي والجغرافي ليكون على أهبة الاستعداد للقاء الرئيس الأمريكي الجديد مقدما نفسه على أنه القوي الذي لا يهزه شيء حاملاً معه صكّاً ببطولاته والتي لا تساوي فقاعة بينما المجتمع الدولي يبتلع لسانه بصمت مزري وكأن كل شيء يمس سورية هو متفق عليه .
برأيي ما يسمى بالمجتمع دولي يتشدق بالنفاق ويحمل أجندات واضح في الإنحياز للصهاينة ويرتبط بمخطط القتل والإجرام بحق شعوب المنطقة وليس فقط سورية .
وحتى اللحزة تستمر الحرب الكونية دون إدانات صارمة وحازمة
. أما عن الدور الإيراني والروسي ، فروسيا وإيران حليفين استراتيجيين لسورية وكل منهما له مواقف واضحة وما كان لهم يوما بأن يقصروا مع الدولة السورية وشعبها .
وطبعا روسيا حليف وصديق قديم لسورية منذ الاتحاد السوفيتي وإيران حليف وصديق منذ الثورة الإسلامية الإيرانية في ظل هناك السيادة الوطنية لكل دولة ولا أعتقد أنهم قصيري الأيدي عما يحصل وبإذن الله سيكون هناك نتائج ملموسة لكل من يشكك بصداقة ومصداقية كلا الحليفين.
طبعا درعا لها حسابات أخرى منها متوقع والأخر ليس بالحسبان فقد شهدنا فوضى إجرامية بحق المدنيين من الإخوة السوريين وبحق الجيش العربي السوري وهؤلاء المجرمون يستقصدون إعادة الفوضى وإثارة الفتنة ليشعلوا فتيل الحرب من جديد أولا ومن ثم لترهيب المواطنين القاطنين بدرعا خاصة حيث أن سورية مقبلة على استحقاق رئاسي قريبا فمن المحتمل أن نرى بعض الأجندات تتحرك لتعيق مسار أمن واستقرار الوطن . ولهذا تسعى بعض الزمر للتخريب والفوضى وإثارة النعرات والقتل والاجرام .
سورية بخير وستخرج منتصرة ناصرة باذن الله .
بعد سقوط ترامب واستلام الرئيس الجديد جو بايدن والذي يمثل الوجه الاخر لترامب حيث قدم نفسه على أنه رئيس من الطراز الحديث والديمقراطي الذي يسعى إلى ترميم السياسة الأمريكية بعد سقوط هيمنتها وجعل إدارتها محط أنظار الجميع لافتا بتصريحاته التي تقول برفع العقوبات القسرية المفروضة على سورية ولكن هذا يبقى مجرد كلام ولا شيء ملموس على أرض الواقع حتى الآن ، إلا أن حسن النوايا الخفية تبقى ربما مجرد فخ سياسي لتعزيز شعبيته ولكسب ود أكثر عدد ممكن من المواليين له في اميركا .
قد يكون هناك تفاهمات سياسية جديدة ولكنه غير قادر على الموازنة وسيسعى لإرضاء إسرائيل وقد نشهد بعض الحركة والمناورات السياسية كالدعوة لوقف الحرب على اليمن وعلى سورية فالسيناريوهات واردة بكل اشكالها .
الاعتداءات الصهيونية المتكررة ليست المرة الأولى وكعادتها عندما تمتعض من حزب الله تتجه إلى سورية كنوع من الهروب بالمواجهة ونقلها إلى سورية ، ومن الطبيعي أن نرى وراء كل فعل ردة فعل مشين للصهاينة ولكن بفضل الله ودفاعاتنا الجوية التي اسقطت العديد من الأهداف المعادية وهي دائما جاهزة لصد اي عدوان إسرائيلي فإسرائيل تسعى إلى أسلوب الاستفزاز العسكري وقد تعودنا على انتهاكاتها ورسائلها الموجهة من خلال اعتداءاتها المتكررة على سورية.
أما بالنسبة لإسقاط الطائرة المسيرة الإسرائيلية التجسسية لرصد حركات المقاومة فلم يعلق الأمين العام لحزب الله على هذه المسألة حتى الآن فمجرد إسقاط هذة الطائرة المسيرة يعني أن قواعد الاشتباك تغيرت وأصبح من الممكن الكلام عن معادلة الرد المتماثل لطالما إسرائيل تقوم بإرسال طائرات تجسسية فمن حق المقاومة الدفاع عن الأرض اللبنانية . أما قرار الرد سيأتي عاجلا ام أجلا وبالتوقيت المناسب فالقيادة السورية ومحور المقاومة جديرون وبارعون بتلقين العدو الإسرائيلي درسا فلا تستعجلوا .