عندما علمت ان زوجة لقمان سليم هي الصحافية الالمانية مونيكا بورغمان، تقصيت عنها على الانترنت. تبين انها كانت اجرت في عام 1993، خلال الحرب الأهلية في الجزائر مقابلة مع رئيس تحرير صحيفة جزائرية باللغة الفرنسية (لو ماتان) ، سعيد مقبل ، قبيل اغتياله بعام. و قد كشف لها انه يشكك بالطرف الذي وقف وراء اغتيال المثقفين العلمانيين الجزائريين خلال هذه الحقبة. هذه الاغتيالات التي كانت تُنسب الى الاسلاميين، كان يرى سعيد مقبل انها كانت تتم بايعاز من بعض اركان النظام آنذاك. و من مؤسستها الاستخباراتية، وأحد جنرالاتها على وجه الخصوص ، و قد نقلت مونيكا عن سعيد مقبل قوله ان هذا الجنرال كان يدافع عن نظرية مفادها انه في ظرف ما من تاريخ بعض الدول، عليها ان تضحي بنخبها، لأنه عليها ان تقوم بأعمال صادمة بغية ايقاظ الجماهير، و المجتمع المدني. و هو ما اسماه سعيد مقبل “الارهاب البيداغوجي”. و قد أكد عليها خلال المقابلة انه اذا ما تم اغتياله، فان الجهة التي تقف وراء مقتله هي هذا الجنرال، و ليس من يُتهمون بذلك. لا اعلم من اغتال سعيد مقبل والى ما افضت اليه التحقيقات. و لكن مونيكا بورغمان التي نشرت تفاصيل هذه المقابلة و هي مقتنعة بها في كتاب نشرته في دار الجديد في لبنان عام 2008، تحت عنوان (سعيد مقبل ، الموت حرفيا ، لا يجب عليها ان تفوتها عبرة هذه القصة، ان بعض الجرائم ترتكب لاتهام جهة غير الجهة القاتلة، بغية احداث صدمة لدى الجماهير ضد هذه الجهة، بينما القاتل الحقيقي هو الذي ينتسب الى نفس بيئة القتيل. وبالتالي عليها ان تشغل ذاكرتها و ذكاءها للبحث عمن قتل زوجها. و من الغرابة الا تفعل