يوسف جابر | كاتب وباحث لبناني
الجغرافيا السياسية التي تمحورت حول مشروع قمة بغداد تخفي أهداف عميقة تشكل المرتكز الرئيسي لهدف أميركي استراتيجي ..
1…إفشال بناء خط استراتيجي يمتد من طهران الى بغداد دمشق بيروت باتجاه بوصلة المقاومة نحو فلسطين.
2…تطويق سوريا وعزلها عن محيطها العربي الذي يمتد مسرحه الذي يشكل طوقا حول الكيان الصهيوني.
3…جعل الكيان الصهيوني عقدة الوصل الاستراتيجي لهذه الدول ومنفذا اقتصاديا نحو العالم (أي اسرائيل العظمة).
4… الحد من فعالية ايران ودورها في الصراع العربي الاسرائيلي بإفقادها خطوط التواصل البري بما يعنيه من وسائل حيوية خلال الصراع العربي الصهيوني.
ان المخطط الأميركي كشف عدم تناسب التضحيات والدماء مع فعالية القيادات العراقية وكفاءتها مما أدى الى ضياع انجازات الشهداء وخسارة محور المقاومة لحقه في استثمار انجازات وتضحيات وانتصارات امتدت على أعوام كثيرة.
الأبعاد الجيوسياسية لهذا المشروع بربط كل من الأردن ومصر والعراق لمصلحة الكيان الاسرائيلي يستدعي حماية عسكرية اميركية نظرا لحجم القوى التي تهدده مما يدل على ان الوجود الأميركي في المنطقة وخاصة على الحدود بين سوريا والعراق سيتم تعزيزه بإعادة تنشيط الإرهاب لمنع الاستقرار في العراق الذي يعتبر خط الوصل بين ايران وسوريا.
كما ان هذه التطورات لن تكون بعيدة عن العين الروسية لسبب أبعادها اقتصاديا وسياسيا الذين سيفقدون حقهم في الاستثمار الاقتصادي بعد تضحياتهم وتركيز وجودهم وقواعدهم في الشرق الأوسط من خلال سوريا.
أسئلة تطرح نفسها بعد هذه التطورات
1…تأثير هذه الخطوة على خطوط نقل الطاقة والغاز في المنطقة شرق المتوسط?
2…التكامل الاقتصادي وخطوط الترانزيت البري في نقل البضائع والمنتجات الصناعية والزراعية?
3…هل سيكون مدخلا لتعاون بين الكيان الصهيوني ومجموعة دول مشروع الشام الجديد?
ان استبعاد سورية لما تمثل وهي الدولة المركز التي أجهضت مشروع الشرق الأوسط الجديد ومنعت سقوط المنطقة في اليد الأميركي وحلفائها ومنع تصفية القضية الفلسطينية.
كون سوريا مركز الصراع في الشرق الاوسط وحضن المقاومة في هذه الجغرافيا هو مؤشر لهذا المخطط العدواني الذي يمثل وجها آخر للحرب على سوريا.
ان هذه التطورات الخطيرة ترفع تحديات كبيرة أمام قيادات محور المقاومة وتتطلب اجراءات عملية لاحباط هذا المخطط قبل فوات الأوان.