تقارير

رئيس تحرير موقع المراقب عمر معربوني لمنارة القلم المقا-وم : لبنان والمنطقة الى وضع مختلف .

يعيش لبنان أزمات اقتصادية ومعيشية وسياسية خانقة دفعت للتحذير من انفجار أمني اجتماعي مرتقب، سيما بعد الحديث عن رفع الدعم، وبعد الازمة المفتعلة التي شنتها السعودية ضد لبنان بموضوع تهريب المخدرات، وبظل انفصال واضح من قبل المسؤولين عن المواطنين..
وفي المقابل هناك ترقب وانتظار لما ستؤول إليه الأمور في سوريا والمنطقة بعد إعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد، وعن وضع المعارضة السورية وهل ستكون في الحكومة الجديدة وبتركيبة النظام….
هذه الأسئلة وغيرها طرحناها على *رئيس تحرير موقع “المراقب” الخبير الاستراتيجي عمر معربوني* .
حاورته: *نسرين نجم_ منارة القلم المقاوم.*
يشهد لبنان حاليا حصارا من نوع آخر قادته السعودية وصفق لها بعض الدول الخليجية تحت عنوان” مكافحة تهريب المخدرات وأمن المملكة” سألنا الاستاذ معربوني عن قراءته لما جرى من ناحية تداعياته السياسية والاقتصادية على الساحة اللبنانية، وما علاقة هذا الأمر بالضغط على طهران من خلال البريد اللبناني؟ فأجاب قائلا: “في مقاربة موضوعية للقرار السعودي القاضي بإيقاف الفواكه والخضار اللبنانية، *مما لا شك فيه أن العنوان الذي طرحته السعودية هو عنوان مخادع* ، حيث تبين الجداول المرتبطة بتهريب المخدرات إلى السعودية، أن مرتبة لبنان ليست الأولى ولا تشكل الخطر الاساسي لما يرتبط بتهريب المخدرات، خصوصا أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى في الموانىء السعودية في عملية تهريب المخدرات إلى المملكة السعودية، على هذا الأساس لا يمكن تفسير القرار السعودي الا بأبعاده السياسية المرتبطة بمجمل الصراع في المنطقة، وايضا خصائص الصراع على المستوى اللبناني الداخلي..
*من المعروف أن السعودية الآن تعاني من مسألة النفوذ في المنطقة أو حتى في لبنان، بالتالي يمكن اعتبار القرار السعودي شكلًا من أشكال الضغط على لبنان الرسمي والشعبي في محاولة لتقديم تنازلات سياسية* ، بالتالي هذا ما يمكن أن ندرجه على المستوى الرئيسي والأساسي…
أما اعتبار أن القرار السعودي يمكن أن يشكل رسالة لإيران، خصوصا أن السعوديين في هذه المرحلة يخوضون مفاوضات على مستوى معين مع الايرانيين، فهو أمر قابل للترجمة خصوصا أن الصراع على مستوى المنطقة بات موحدًا على مستوى الساحات، *ليس هناك ساحة منعزلة، هناك صراع على مستوى الإقليم يمكن من خلاله تفسير القرار السعودي على أنه احدى أشكال الضغط على إيران من خلال البريد اللبناني* كما ذكرتم”.
في ظل غياب النية الحقيقية لتشكيل الحكومة وارتفاع حدة المناكفات السياسية (وهذا ما شهدناه بمؤتمر باسيل الأخير الذي قطع الأمر بشكل نهائي) وصولا للقضائية منها وحتى الدينية( للاسف بعض رجال الدين يدافعون عن الفساد)، وبظل تخوف كبير ومرتفع من فلتان الشارع واضطراب الوضع الامني سيما بظل الحديث عن تسليح لأحزاب ودورات تدريبية عسكرية لبنان الى اين؟ يرى الخبير عمر معربوني أن:” هذه المسألة تندرج ضمن ما يحصل على مستوى المنطقة وليس على مستوى لبنان فقط، طبعًا هناك خصوصية فيما يتعلق بالوضع اللبناني حول مسألة تشكيل الحكومة ترتبط بشكل أساسي كما قلت بالصراع الدائر في المنطقة والاقليم…
ومن المعروف أنه منذ بداية ما سمي ب 17 تشرين هناك تدخل اميركي واضح من خلال القوى السياسية التابعة لاميركا في المنطقة وفي لبنان، ومن خلال منظمات أعلن عنها دايفيد هيل بشكل واضح تندرج ضمن المنظمات غير الحكومية، والتي أعلن أنها تتلقى دعمًا واضحًا في هذا الصدد، وطبعا مسألة تشكيل الحكومة مرتبطة بالسجال السياسي والصراع السياسي وايضا بالصراع العسكري الدائر في المنطقة، لبنان جزء من حالة انقسام موجودة في المنطقة على المستويين الرسمي المرتبط بالأنظمة، وايضا على المستوى المرتبط بالبعد الشعبي، بالتالي لا توجد حتى اللحظة أي مؤشرات حول إمكانية تشكيل الحكومة، *خصوصًا أن العناوين الخلافية لتشكيل الحكومة عناوين ترتبط بسيادة لبنان وهو الأمر الذي لا يصرح عنه أطراف الصراع بشكل واضح* ، وهنا لا بد من العودة للأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه الحالة التي يعيشها لبنان، *وطبعا هناك قرار أميركي بوضع لبنان في حالة ضغوط ترافق أو تزامن مع إطلاق قانون قيصر المرتبط بسوريا* ، وهذا الأمر ليس خافيا على احد، عندما جاء مايك بومبيو إلى لبنان في آذار 2019 طرح خمسة املاءات أساسية مطلوب تنفيذها والا سيتعرض لبنان لخضة سياسية ولعقوبات غير معلنة في الحد الأدنى، وتتمثل ب:
_ تنفيذ لبنان لكامل شروط صندوق النقد الدولي من خلال خصخصة القطاع العام، وبيعه للقطاع الخاص.
_ النقطة الثانية وهي المسألة الاكثر جدلا الا وهي مسألة ترسيم الحدود البحرية والتي طرح الأميركي عنوانا أساسيا لها هو الذهاب بإتجاه إيجاد شكل من أشكال التفاهم بين لبنان والكيان الصهيوني بإدارة واستثمار المناطق التي يسميها الاميركي المتنازع عليها.
– مسألة ترتبط بالضغط على سوريا ولبنان من خلال دمج النازحين السوريين في المجتمع اللبناني، مقدمة لتوطين جزء منهم. *وطبعا هذا يرتبط بالاملاء الرابع الذي طرحه مايك بومبيو حول تجنيس كامل الفلسطينيين الموجودين في لبنان* ، وهذا بالطبع سيؤدي إلى خلل ديموغرافي كبير لبنان بغنى عنه.
_ مسألة أساسية بالنسبة للضغوط الأميركية تتمثل بتشكيل حكومات لبنانية من دون حزب الله من خلال عزل الحزب سياسيا وشعبيا واقتصاديا، وهو الأمر الذي لم يحصل حتى اللحظة.
وبالتالي *العنوان الأساسي الذي يطرحه الرئيس المكلف الآن كستار لكل هذه الاملاءات الأميركية هو مسألة صندوق النقد الدولي* وما إلى ذلك، وهو عنوان رئيسي إذا ما قدمت تنازلات أساسية فيه سيؤدي بالتأكيد إلى مشكلة حقيقية بما يرتبط بتركيبة لبنان ووجوده”.
مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية السورية نلاحظ ارتفاع وتيرة الضغوطات الأميركية والأوروبية إن كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال عملائهم المأجورين اي الجماعات الارهابية فهل سنشهد انفجارا أمنيا كما تسوق الدول الغربية في أعلامها؟ يجيب :” ما يفصلنا عن الانتخابات السورية تقريبا شهر ويتم الإعداد لها بشكل متسارع في سوريا، من خلال المؤسسات الدستورية ومجلس النواب وغيرها من المؤسسات، وهذا سيترافق مع بازار سياسي وإعلامي كبير، سيكون الهدف الأساسي منه الضغط على سوريا بشكل او بآخر، وأعتقد أن *العنوان الرئيسي في الضغوط هو الاستغلال في مسألة النازحين السوريين وتحديدا في تركيا والأردن ولبنان بشكل خاص* ، حيث يصل عددهم إلى حوالي 6او 7 مليون نازح بينهم حوالي ثلاثة ملايين ناخب، بالتالي هذا الرقم لن يؤثر في نتائج الانتخابات لكن سيتم الاستثمار فيه على المستوى السياسي في محاولة للضغط على القيادة السورية لتقديم تنازلات، بتقديري هذه المسألة سيتم تجاوزها خلال الشهر القادم، *وستشهد سورية بعدها نوعًا من الاستقرار السياسي الدستوري بشكل أساسي سيفوت الفرصة على كل اعدائها* ، ولن يؤدي إلى الاستحصال على اي مكاسب سياسية أو غيرها، وهنا لا بد من طرح عنوان أساسي ما لم *تستطع قوى الهجمة على سوريا أن تحصل عليه بالحرب لن تحصل عليه بضغوط سياسية واقتصادية بالتأكيد* “.
مع إعادة انتخاب الرئيس الدكتور بشار الأسد عن أي مرحلة سنتحدث وما الذي سيتغير برأيك خاصة فيما يتعلق بالمعارضة الداخلية والخارجية، هل سنشهد في الحكومة الجديدة معارضين؟ يعتبر الخبير الاستراتيجي عمر معربوني أنه:”من المعروف أن القيادة السورية بقيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد ومنذ بداية الهجمة على سوريا انفتحت على كل الأطراف، محاولة الذهاب بإتجاه عقد العديد من مؤتمرات الحوار الوطني الداخلي في سوريا، وكانت إيجابية من خلال الاستجابة للطروحات الدولية والإقليمية المرتبطة بإجراء حوارات مع المعارضة السورية… وهنا لا بد أن أعطي توصيفا دقيقا لهذه المعارضة، المعارضة مفترض أن تكون من ضمن الدولة بمواجهة البنى السياسية القائمة سواء رئاسة الجمهورية أو الحكومة، *ولكن الذي حصل في سوريا هو هجمة عسكرية تم استخدام فيها ما يسمى بالمعارضة كأدوات عسكرية إرهابية لا تزال حتى اللحظة تحصل على دعم العديد من القوى التي دعمت الهجمة وقادتها على سوريا* ، بالتالي أعتقد أنه ما بعد الانتخابات الرئاسية هناك معارضات سياسية جدية وحقيقية سواء موجودة في الداخل السوري أو حتى في الخارج، يمكنها أن تمارس نشاطها السياسي والديموقراطي من داخل سوريا ومن خارجها طبعا ضمن الأصول القانونية والدستورية، وهو توجه من خلال معرفتي الشخصية توجه قائم عند السيد الرئيس بشار الأسد ولدى الحكومة ومجلس الشعب السوري *ولا مانع من أن تكون المعارضات السياسية جزءا فاعلا من الحياة السورية السياسية* ، وهو الأمر الذي نعول للدخول في مرحلة إعادة بناء سورية على المستويين الاقتصادي والسياسي من خلال الوصول إلى عقد اجتماعي وسياسي جديد يحاكي طموح السوريين جميعا، ويؤدي إلى خروج سوريا من حالة الحرب ودخولها في حالة البناء مجددا”.
وحول اعتراف بايدن بالمجازر الارمنية، وإلى أي حد هذا الأمر ينعكس إيجابا على واقع الأرمن في المنطقة، وبرأيكم هل هو تحدي للاتراك؟ وهل هو خطف لورقة الأرمن من قبل الاميركيين؟ يقول:” هذه مسألة تشير إلى تطور في الموقف الأميركي في هذا المجال، *الهدف منه الضغط على النظام التركي الحالي لتليينه في بعض المحطات التي تطمح الولايات المتحدة الأميركية لإعادة قولبتها أن صح التعبير بما يرتبط بسياسة الإدارة الأميركية الجديدة في المنطقة وفي العالم* ، بتقديري هذا الأمر لن يؤثر كثيرا على العلاقات التركية الأميركية نظرا لعمق هذه العلاقة وتاريخيتها، لكن بالتأكيد سيكون له تداعيات بموضوع توصيف العلاقة في المرحلة القادمة، خصوصا أنه بعد مرور مئة يوم على وصول بايدن للرئاسة في الولايات المتحدة، هناك عناوين أساسية تطرحها الإدارة الأميركية ترتبط بسياساتها في المنطقة تشير إلى عدم بقاء المنطقة ضمن الأولويات كما كانت سابقا، وهنام توجه من الولايات المتحدة الأميركية بإتجاه الصين وبحر الصين بإعتبارها المنطقة الأكثر إلحاحا في التعاطي الأميركي القادم، وايضا هناك أولوية أميركية ترتبط بروسيا، وهذا الأمر يمكن مقاربته في الأشهر القادمة من خلال تطور العلاقة بين أميركا وروسيا خصوصا أن روسيا وصلت إلى مستوى من العلاقة الجيدة مع الجار التركي نحو مشروع اواسيا ومشروع الحزام والطريق وهو مشروع التفاف اقتصادي جديد، والذي ترغب الولايات المتحدة بمواجهته بشكل جدي، من هنا بالعودة إلى *المسألة التركية وموضوع الاعتراف بالمجازر الأرمنية انا بتقديري هو أحد اوراق الضغط على التركي ليخفف اندفاعاته بإتجاه الصين وإيران وروسيا وإعادة التموضع ضمن السياسة الأميركية المعهودة* “.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص مفاده '‏منارة القلم المقاوم حوار مع رئیس تحرير موقع "المراقب" الخبير الاستراتيجي أه عمر معربوني كونوا معنا دائما عبر منارة القلم المقاوم‏'‏‏
١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى