دور الحرب النفسية في معركة سيف القدس
محمود مرداوي | كاتب مختص بالشأن الإسرائيلي
العدو في هذه المعركة يضع الحرب النفسية في قمة الأولويات ويتولى الإشراف عليها بشكل مركزي ومباشر، ويتدخل بجرعة أعلى بكثير مما كان عليه في السابق، حيث طلب بشكل مباشر من الصحفيين الكذب والتضليل لخداع الم.ق.ا.ومة
ويُخرج الجنرالات بشكل متوالي لتقديم رواية من خلال مؤتمرات ولقاءات صحفية تخدم الهدف من هذه الدعاية، وهذا يدعونا للتنبه لعدة نقاط مهمة :
1- الحرب النفسية التي تستهدف الحالة المعنوية في الجبهة الداخلية لدينا تُقدم على السلاح بفتكها وعمق آثارها وتأثيرها في المعركة الحالية .
2-استهداف الحاضنة الشعبية وهذا يدلل أن العدو يرى أنه من خلالها يحقق النصر ومنها تُنزع الهزيمة (لا قدر الله )وفق خطة الجيش الاسرائيلي .
3- اعتبار كل ما يصدر عن الجيش والإعلام ومؤسسات العدو المختلفة تضليل وخداع يخدم تحقيق هذا الهدف .
4- تجنيد كل طاقات العدو لإفراغ سم دعايته وروايته الكاذبة لخدمة هذا السلاح الفتاك.
لماذا ركز العدو الدعاية وأمسك بها في يده أكثر من أي مواجهة أخرى ؟
1- غياب هدف سياسي .
2- فقدان المبادرة لدى العدو والتصرف وفق ردات الفعل.
3- الإحراج أمام العالم للمرة الرابعة في مواجهة ال.م.قا.و.م.ة وفشله في تحقيق إنجازات توازي الهالة التي يدعيها والإنفاقات التي يقدمها.
4- محاولة إرضاء الجمهور الاسرائيلي الذي يعيش حالة يأس وفقدان للأمل في قدرة الجيش على حمايته.
5- الفراغ السياسي والعجز عن تشكيل حكومة منذ عامين ونصف.
6- الهجرة من الجنوب إلى الشمال ومن تل أبيب إلى المستوطنات في الضفة .
7- إصرار الم.ق.او.مة وتمسكها بأهدافها .
8- يريد إنهاء العملية بأسرع وقت ويبدو نفسه قصيرا في ظل هذه المعركة.
9-دفع المواطنين للضغط على قيادة ا.لم.قا.وم.ة للتخلي عن أهدافها.
10- إضعاف الحالة المعنوية لل.م.ق.او.مة ومقاتليها .
إذن ماذا نفعل ؟
1- إدراك دور الحرب النفسية وأهميتها المتميزة في هذه المعركة .
2- أخذ الحيطة والحذر
3- الالتزام بكل ما يصدر عن الم.ق.او.م.ة
4- التسليم بروايتها كما يسلم بها جمهور العدو.
5- الثقة بال.م.قا.وم.ـة وقدرتها على إدارة المعركة وتحقيق النصر.
6- الصبر والاستعانة بالله فالنصر صبر ساعة.
إن هزيمة العدو بأيديكم أنتم أيها الفلسطينيون في كل مكان عموما وأهالي غزة خصوصا لقد حرمتم العدو طعم الفرحة والاستقرار والقدرة على ادعاء النصر .
العدو يتخبط مرتبكا من بسالتكم وصبركم وصمودكم ومستسلما خاضعا لضغط جمهوره المنهك الغارق باليأس وفقدان الأمل الخارج من إغلاق طويل واقتصاد مهلهل وروح معنوية ضعيفة وعدم ثقة ومصداقية بالقيادة الاسرائيلية السياسية والعسكرية .
لقد كنتم فرس رهان نُبتم عن الأمة ولا زلتم تنحتون النصر في الصخر رغم الألم رغم التضحيات، إلا أنكم عوضتم ببلاءكم وبسالتكم النقص وغياب دور الأمة، فبدمائكم أصبحت القدس وقضية فلسطين على رأس سلم الأولويات.