نارام سرجون
ياأبا المجد .. ياسعادة السفير .. وفخامة الجنرال .. لم أكن أظن يوما أنني سأكتب عنك الا لأقلدك الأوسمة .. كما كنت تقلدني الأوسمة كلما تحدثت عني .. فاذا بي أكتب عنك قبل أن أعلق الأوسمة العظيمة .. أبحث عنك ووسامك في يدي فلا أجدك .. ولاأعرف لك طريقا .. وأناديك .. فلا شيء سوى الصدى ..
جرحتني برحيلك ياصديق .. قلمي جريح .. وحرفي جريح .. وصوتي جريح ..
ياصديقي ماكنت اظن يوما أنني سأرى دمي يقطر من قلمي كما اليوم .. ولم أكن اظن أن الحزن سيف يذبح ..
ولم أكن اظن يوما أنني لن أعرف الفرق بين دمي ودم الحروف ودم القلم .. فدماؤنا اختلطت .. ولم أعد أعرف دمي من دم القلم من دم الكلام .. أهو دمي على القلم؟؟ ام دم القلم على دمي؟؟
سامحك الله ياابا المجد .. كيف تغادرني وتتركني وحيدا .. ونحن حاربنا معا وقاتلنا معا .. وكانت السهام تصيبك وتصيبني .. تنزعها من جسدي .. وانزعها من جسدك .. فمن سينزع السهام من جسدي بعد اليوم ياصديق؟؟ .. أهكذا السيوف تتخلى عن السيوف؟؟ فهل أقول: كل الذين أحبهم نهبوا رقادي .. واستراحوا؟؟
اني أستأذنك بأن استريح قليلا .. لأضمد جراحي .. وأضمد قلمي .. وأسعف الحروف التي تنز دما ..
ان غبت قليلا عن النزال .. فلأن جراحي عميقة وتريد ان ترتل بعض الحزن .. ياابا المجد .. فهلا سامحتني ..