شوقي عواضة | كاتب واعلامي لبناني
تدرك الولايات المتحدة الأميركية بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعطي أولوية الدعم لحزب الله كأحد قوى محور المقاومة بل وأكثرها استهدافاً من الحلف الأميركي الصهيوني السعودي الذي يحمّل الحزب مسؤولية هزائمه المتتالية على مدى سنوات المواجهة من اليمن الى سورية والعراق ولبنان، وتدرك الإدارة الأميركية أكثر بأن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إذا قال صدق وإذا وعد وفى. إدراك جعل تلك الإدارة وسفيرتها في لبنان دوروثي شيا تعيش ليلة كوابيس مزعجة بعد كلمة السيد نصر الله في المجلس العاشورائي والتي رسم فيها أفق الرحلة المقبلة من خلال الجزء البسيط الذي كشف عنه وحدّده في عدة نقاط أهمّها:
1 ـ انّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبلغتني أننا معكم والى جانبكم وحاضرون لكلّ ما تطلبونه.
2 ـ اننا قطعاً سنأتي بالبنزين والمازوت من إيران أما التوقيت فسأبلغكم به خلال اليومين المقبلين والموضوع محسوم.
3 ـ لن نترك بلدنا هكذا ونحن وعدنا ونلتزم بوعودنا وليس لدينا سابقة لأن نستهلك كلامنا او نعد الناس ولا نفي لهم بوعودنا.
4 ـ عندما سيأتي المازوت والبنزين الإيراني الى لبنان لن ندخله ليلاً بل سيدخل الى لبنان جهاراً نهاراً ولا نخجل بذلك بل نفتخر بأن نقدّم هذه الخدمة لشعبنا وناسنا.
نقاط أربع أقلقت ليل الإدارة الأميركية وأتخمتها بكوابيس الهزيمة التي لن يكون آخرها في أفغانستان لا سيّما أنّ الإدارة الأميركية متيقنة من أنّ إيران التي كسرت الحصار الأميركي على فنزويلا من خلال إرسال أسطول نفطي إلى العاصمة كاراكاس في العام الماضي، والتي حطمت قيود العقوبات الأميركية على سورية بإرسالها العديد من السفن والطائرات المحمّلة بالنفط والغذاء، لن تعجز عن إيصال النفط الى لبنان وبالخصوص إلى حزب الله الذي يشكل رأس حربة المواجهة مع الكيان الصهيوني وأميركا التي أصبحت على مشارف هزيمة جديدة تضاف الى سجل هزائمها في لبنان من خلال ما أعلنه السيد نصر الله، مما استدعى السفيرة الأميركية لزيارة بعبدا واللقاء بالرئيس عون معلنة التزامها الوقوف إلى جانب الشعب ودعمه. والآن هناك حاجة إلى قادة شجعان متناسية أنّ إدارتها هي من تسبّبت بتلك الأزمات في لبنان من خلال ما فرضته من عقوبات تستهدف إضعاف المقاومة وبيئتها لكنها فشلت بذلك، فأرادت شيا أن تظهر بصورة الملائكة التي يختبئ خلفها شيطان لا زال يُصرّ على تدمير لبنان وشعبه.
وما صرّحت عنه في الإعلام بعد زيارة الرئيس عون يحمل بعض الحقائق وليس كلها فما تريده هو ما يلي:
1 ـ منع وصول النفط الإيراني بأيّ وسيلة ومطالبة الرئيس بالوقوف في وجه ذلك بأيّ وسيلة، لأنّ دخول النفط الإيراني يشكل الصفعة الأولى للولايات المتحدة الأميركية في لبنان.
2 ـ إعلانها بأنّ هناك حاجة إلى قادة شجعان وترحيبها من قصر بعبدا بالعقوبات الأوروبية على لبنان يحملان رسالة تهديد واضحة للسيادة اللبنانية ورئاستها! وإلا ما معنى إصدار الرئاسة بياناً تؤكد فيه بقاء الرئيس عون وعدم استقالته حتى اللحظة الأخيرة في القصر، وذلك بُعَيْد زيارة شيا مباشرة.
3 ـ إشارتها إلى حديثها الليلة الماضية مع عدد من الناشطين السياسيين الشباب من مختلف الأطياف تقطع الشك باليقين بتدخلها السافر والوقح، وبأنها تدير غرفة عمليات الإرهاب الأميركي في السفارة، وتهديد واضح بإشعال الشارع في الأسابيع المقبلة وبث المزيد من الفتن والتحريض الطائفي والمذهبي.
4 ـ تريد شيا القتال بأدواتها من الـ ngosوليس بالمباشر لأنها تدرك أنّ حزب الله يردّ بالمباشر ولا يُستدرج إلى حرب أهلية من خلال أدواتها مهما كان.
وعليه يبدو انّ الإدارة الأميركية تعيش حالة من التخبّط في ظلّ عدم تحقيق أيّ تقدّم لغاية الآن بعد مرور أكثر من عام على فرض العقوبات المتصاعدة أثبتت فيها المقاومة أنها ليست صامدة وحسب بل انها في حالة استعداد وجهوزية وتأهّب في كلّ ميادين المواجهة، لا سيما بعد رسائل المعابر البحرية المتعدّدة التي تاهت فيها أدمغة التكنولوجية الأمنية والعسكرية الأميركية و»الإسرائيلية» لتدرك حقيقة واحدة دامغة تقول إنه مثلما أرست المقاومة ومحورها قواعد اشتباك عسكري سترسّخ قواعد اشتباك في مواجهة الإرهاب الاقتصادي الأميركي «الإسرائيلي»، وأصغر قاعدة فيها ستكون سفنكم وبوارجكم الحربية من اليمن الى فلسطين مقابل النفط في لبنان واليمن فانتظروا…