وأضاف، أنه “يكاد يكون حتميا بأن نتنياهو وترامب كانا يرجوان استفزاز إيران”.
وأشار إلى أنه “لابد أن ترامب ومساعديه الأمنيين والعسكريين كانوا على علم بالقرار السري للموساد باغتيال فخري زاده، لأن الولايات المتحدة بحاجة لأن تكون قد أعدت نفسها لجميع التبعات، بما في ذلك سيناريو الوضع الأسوأ، والمتمثل في أن تقرر إيران الانتقام من خلال ضرب أهداف أمريكية، مثل القواعد الموجودة في البحرين أو في قطر”.
وتابع: “من المحتمل أن يكون نتنياهو وترامب وافقا على استفزاز إيران وافتعال المشاكل لبايدن. إذا لم تنتقم طهران، فمن المحتمل أن يكون ذلك على نطاق أضيق.
كلما مر مزيد من الوقت على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده يوم السابع والعشرين من نوفمبر / تشرين الثاني كلما تبددت فرص الانتقام السريع.
وأول سؤال يطرح بهذا الصدد هو لماذا؟ لماذا قررت “إسرائيل” قتله؟
كان فخري زاده شخصاً موهوباً متخصصاً في الفيزياء النووية، وكان يدرس ويبحث في جامعة الإمام الحسين (ع) في عاصمة بلاده. ولكنه كان أيضاً لواء في الحرس الثوري الايراني ونائباً لوزير الدفاع.
منذ سنوات وأجهزة المخابرات “الإسرائيلية” والأمريكية والبريطانية والألمانية تتتبع فخري زادة وتحاول التجسس على هواتفه وكمبيوتراته، وجمع المعلومات عنه.
وطالبت وكالة الطاقة الذرية الدولية بإجراء مقابلة معه مرتين، كانت الأولى قبل عقد من الزمن، ثم تارة أخرى قبل ست سنين، إلا أن السلطات الإيرانية رفضت الاستجابة للطلب.
وأخيراً وجد جهاز الموساد، باستخدام التكنولوجيا والمراقبة الرقمية إضافة إلى العملاء في الميدان، نقاط ضعف في منظومته الأمنية. ثم أعلنت إيران يوم الأحد أن مدفعاً رشاشاً يتم التحكم به عبر الأقمار الصناعية بواسطة “الذكاء الصناعي” استخدم لاغتيال العالم.
لتنفيذ الخطة احتاج جهاز الموساد كذلك إلى معلومات دقيقة وجدوى تشغيلية، وبمجرد أن وجدت الرغبة لدى “إسرائيل” وتحققت لديها المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والقدرات اللوجستية، لم يبق سوى مسألة التوقيت، أي لماذا الآن.
على الأغلب سيكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والذي بيده السلطة النهائية للموافقة أو عدم الموافقة على ما إذا كان بإمكان رئيس الموساد يوسي كوهين المضي قدماً في تنفيذ المهمة، قد تشاور بشأن ذلك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
لابد أن ترامب ومساعديه الأمنيين والعسكريين كانوا على علم بالقرار السري لأن الولايات المتحدة بحاجة لأن تكون قد أعدت نفسها لجميع التبعات، بما في ذلك سيناريو الوضع الأسوأ، والمتمثل في أن تقرر إيران الانتقام من خلال ضرب أهداف أمريكية، مثل القواعد الموجودة في البحرين أو في قطر.
وهذا يقود إلى الاستنتاج الذي يكاد يكون حتمياً بأن نتنياهو وترامب كانا يرجوان استفزاز إيران.
لربما كان السيناريو المأمول بعد اغتيال فخري زاده هو أن تنتقم طهران من خلال عمل تقوم به ضد الولايات المتحدة مما لا يترك خياراً أمام ترامب سوى إعلان الحرب على إيران. لو كانت تلك هي خطتهما لكانت الغاية منها كذلك هي إحراج الرئيس المنتخب جو بايدن.
بعد أن صدر عنهم رد فعل في أول الأمر، سرعان ما أدرك زعماء إيران المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية فقرروا تجنب الوقوع في المصيدة”، على حد تعبيره.
الكاتب :
الموقع :www.alalamtv.net
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-08 22:12:34
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي