مع نهاية عام 2020 يجب أن نقر بأن إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” حققت انتصارًا على النظام في بكين هذا العام من خلال حملة “الشبكة النظيفة”، التي أخرجت شركة “هواوي” من البنية التحتية للاتصالات في العديد من البلدان.
وأمّن هذا الجهد، رغم أنه لم يتم الإعلان عنه بشكل جيد، مجموعة من الالتزامات من الحكومات لاستبعاد البائعين غير الموثوق بهم من شبكاتهم اللاسلكية من الجيل الخامس (5G). واعتبارًا من هذا الشهر، انضمت أكثر من 50 دولة، تمثل أكثر من ثلثي الاقتصاد العالمي، و180 شركة اتصالات إلى مبادرة “الشبكة النظيفة” التي تقودها الحكومة الأمريكية.
ويضم التحالف 26 دولة من أصل 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى دول متقدمة، مثل: اليابان وأستراليا وسنغافورة وتايوان وكندا ونيوزيلندا والهند.
وبدا هذا الانتصار للحكومة الأمريكية غير وارد في بداية هذا العام؛ حيث ظهر عملاق الاتصالات الصيني “هواوي” كلاعب مهيمن في سوق الجيل الخامس العالمي.
وعلى مدى سنوات، سعت الولايات المتحدة إلى إقناع حلفائها بتجنب البائعين الصينيين، مثل هواوي وZTE لأسباب تتعلق بالأمن القومي، وحذرت إدارة “ترامب” من مخاطر الاعتماد على التقنيات الصينية، والتي كانت متجذرة بعمق في الجيل القادم من الصين، لكن تلك الجهود فشلت.
-تفاصيل أزمة شركة “هواوي” والحكومة الأمريكية
في فبراير الماضي أعلنت شركة “هواوي” عن أن لديها 91 عقدًا تجاريًا لشبكات الجيل الخامس خارج الصين، منها 47 عقدًا في أوروبا و20 عقدًا في آسيا. وصرحت الشركة، عبر موقعها على الإنترنت، “تتابع الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا الدول الحليفة لها لحظر هواوي من تطوير اتصالات الجيل الخامس لكن معظمهم نفوا القيام بذلك”.
وللتغلب على المد؛ أطلقت وزارة الخارجية الأمريكية في أبريل الماضي حملة تتطلب “مسارًا نظيفًا” لجميع حركة مرور شبكة الجيل الخامس المستقلة التي تدخل وتخرج من المنشآت الدبلوماسية الأمريكية، على النحو المبين في قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2019.
كان المسار النظيف هو الأول من بين العديد من التحركات الاستراتيجية للشبكة النظيفة التي نفذتها الإدارة للحفاظ على البيانات والشبكات المهمة للولايات المتحدة في مأمن من الحزب الشيوعي الصيني (CCP).
وفي الشهر التالي شددت وزارة التجارة ضوابط التصدير على شركة “هواوي”، ووصفتها بأنها تهديد أمني. كما أدرج البنتاجون لاحقًا الشركة على القائمة السوداء؛ بسبب علاقاتها بالجيش الصيني.
وكجزء من الخطة أعلنت شركة “Taiwan Semiconductor Manufacturing Co” في مايو الماضي عن أنها ستبني أحدث منشأة لتصنيع الرقاقات بقطر 5 نانو متر في العالم في ولاية أريزونا، وهو معلم مهم في تأمين سلسلة توريد أشباه الموصلات وشبكة (5G) آمنة للولايات المتحدة و شركائها.
وتسعى الشبكة النظيفة إلى معالجة ما تصفه وزارة الخارجية الأمريكية بأنه “التهديد طويل الأمد لخصوصية البيانات، والأمن، وحقوق الإنسان، والتعاون المبدئي الذي يتعرض له العالم الحر من الجهات الفاعلة الخبيثة الاستبدادية”.
وأجرت وزارة الخارجية الأمريكية أيضًا حملة توعية دولية لشرح الإجراءات الأمريكية بشأن شركة “هواوي”، وحثت الدول الأخرى على اتخاذ تدابير مماثلة لتأمين شبكات (5G) الخاصة بها وحماية المعلومات الشخصية لمواطنيها.
واليوم تتبنى الغالبية العظمى من أعضاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية برنامج الشبكة النظيفة.
-الجزب الشيوعي الصيني.. العمود الفقري للدولة المراقبة
منذ أن أقرت الصين قانون الاستخبارات الوطنية في يونيو 2017 أصبح جميع المواطنين والشركات الصينية ملزمين قانونًا بتسليم أي معلومات أو بيانات إلى النظام الشيوعي عند الطلب. ووفقًا للسلطات الأمريكية فإن شركة “هواوي” هي العمود الفقري لدولة المراقبة الصين والحزب الشيوعي الصيني.
وفي فوز كبير لإدارة ترامب أعلنت المملكة المتحدة في يوليو الماضي عن خططها لحظر شركة “هواوي” من شبكات الجيل الخامس المستقبلية، عاكسة قرارها السابق. وسيتم منع مزودي خدمات الهاتف المحمول في البلاد من شراء هواتف “هواوي” الجديدة بعد 31 ديسمبر الحالي.
وتُعد ألمانيا أيضًا بعض التشريعات التي من شأنها أن تفرض قيودًا جديدة صارمة على مزودي معدات الاتصالات وتجعل من المستحيل تضمين “هواوي” في بناء شبكات الجيل الخامس في البلاد.
وبالتأكيد تنضم الولايات المتحدة بفخر إلى الاتحاد الأوروبي في الشبكة النظيفة لمواجهة التأثير الخبيث للحزب الشيوعي الصيني.
من ناحية أخرى، أضافت السلطات الأمريكية إلى الشبكة النظيفة عددًا من رواد الصناعة كشركات نظيفة، بما في ذلك: Oracle وHP وNEC وFujitsu و Cisco.
كان جلب الشركات النظيفة إلى التحالف جانبًا استراتيجيًا لتوسيع عرض القيمة؛ إذ يجب أن تكون هذه الشركات النظيفة قادرة على الوثوق بشبكات الجيل الخامس في بلد ما من أجل الاستثمار أو توسيع عملياتها. إذا لم يتمكنوا من ذلك فسوف يبحثون في مكان آخر.
– تحالف عبر الأطلسي
يمثل تكامل (EU 5G Clean Toolbox) كجزء من الشبكة النظيفة أثناء زيارته لأوروبا في أواخر سبتمبر الماضي، كنقطة تحول بالنسبة للحكومة الأمريكية.
وفي يناير 2020 أصدرت المفوضية الأوروبية مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صندوق أدوات الاتحاد الأوروبي لضمان نشر شبكات (5G) آمنة في جميع أنحاء أوروبا. وألقى الناتو أيضًا دعمه لحملة الحكومة الأمريكية، مشددًا على أهمية وجود شبكة حلف شمال الأطلسي آمنة ونظيفة بالنسبة لشبكات اتصال الجيل الخامس.
وفي أكتوبر الماضي أعلنت مبادرة تضم 12 دولة من دول الاتحاد الأوروبي في وسط وشرق أوروبا عن دعمها للشبكة النظيفة في المؤتمر السنوي في إستونيا.
وسافر عدد من المسؤوليين الأمريكيين أيضًا إلى أمريكا اللاتينية في نوفمبر الماضي؛ لتوسيع التحالف وتأمين التزامات من البرازيل والإكوادور وجمهورية الدومينيكان للانضمام إلى الشبكة.
اقرأ أيضًا:
بسبب العقوبات الأمريكية.. “هواوي” تبيع العلامة التجارية “Honor”
ولمتابعة أحدث الأخبار الاقصادية اضغط هنا