كتاب الموقع

حسان دياب ! .. خيبة أملنا بك كبيرة

عمر معربوني | رئيس تحرير موقع المراقب

عند تكليفك تأليف الحكومة يا دولة الرئيس لم نلتفت كثيراً الى كونك نائب رئيس الجامعة الأميركية في لبنان ، تجاوزنا المسألة نظراً لدقة الظروف التي كان البلد يمّر بها والتي تعاظمت كثيراً خلال وجودك وحكومتك كرئيس فعلي وحكومة فعلية وتعاظمت اكثر بعد استقالتك وتحول حكومتك الى حكومة تصريف اعمال .

نحن بالتأكيد لا نحملك مسؤولية ما اقترفته قبائل الطوائف قبلك ، ولا شكوك او مآخذ ترتبط بشخصك بما يتعلق بعصابة النهب والسارقين ، لكننا وخلال شهور طويلة من توليك المسؤولية ما رأينا منك الا اقداماً كلامياً في بداية توليك رئاسة الحكومة ولفترة قصيرة لنكون بعد ذلك امام سلسلة طويلة من المواقف التي لا تحمل في الشكل والمضمون سوى التبرير وتحميل المسؤولية لمن سبقك وهذا صحيح لا لبس فيه ، لكنه كلام لا يُغني ولا يُسمن ويبقى مجرد فيلم طويل من الهروب المتواصل رغم حجم الضغوط التي مورست عليك بما فيها ” التطفيش ” والتي نعرفها ونعلم تفاصيلها .

في بداية توليك المسؤولية طرحتَ نفسك رئيساً لحكومة كل لبنان ، وامام اول مطّب سارعت الى كهف طائفتك للإحتماء بها ونيل رضاها وهو امر نتفهمه لو كان الرئيس غيرك .

لن اطيل في استعراض التبرير والهروب وساتوقف امام مواقفك التي اطلقتها اليوم بحضور السفراء والبعثات الديبلوماسية  حيث شعرت كمواطن بالإهانة وانت تتوجه الى السفراء ناعياً لبنان متوسلاً ومستجدياً ومُحبطاً ومُبرّراً .

اما التوسل يا دولة الرئيس بحضور كاهنتي السفارتين الأميركية والفرنسية و ” توبيخهم ” لك وللبنان ورد السفيرة الفرنسية التي اكدت ان برامج دعم اللبنانيين واللبنانيات كمتسولين جارية على قدم وساق ضمن برامج ومؤتمرات كلها مشروط وانت خير من يعرف ذلك .

اما مناشدتك لتشكيل الحكومة  فدولتك تعلم التعقيدات وتعلم ان حكومتك بنسبة 99% ستتولى إدارة الانتخابات القادمة ، فالحريري لن يؤلف ولا احد غيره ان اعتذر سيتجرأ على اكثر من التحضير للإنتخابات ، وهذا يعني انك باقٍ حتى الانتخابات النيابية .

اما اعتبارك اليوم ان الحل الوحيد لإنقاذ لبنان هو صندوق النقد الدولي بما فيه من شروط واملاءات ومزيد من التقييد للبنان بشروط سياسية واقتصادية تجرد لبنان من سيادته ومكامن قوته .

المزري في حديثك اليوم هو الغمز واللمز الذي صدر عنك عندما استعرت ما اسميته ” القاعدة الشرعية ” لا تزر وازرة وزر أخرى .

باستعارتك لهذه الآية الكريمة بحضور كاهنتي اميركا وفرنسا انت تقول لهما وما ذنب اللبنانيين ان كنتم تريدون معاقبة حزب الله والمقاومة ؟ علماً بأن ما قلته اليوم مواربة يا دولة الرئيس قاله السيد حسن نصرالله مباشرة عندما خاطب الأميركيين وقال لهم بوضوح : المقاومة لن تتأثر وبيئتها ستبقى الحاضن الوفي لها انما انتم تعاقبون الدولة وعموم اللبنانيين وكل عقوباتكم لن تُخضعنا .

اما بعد يا دولة الرئيس فقد استوقفني في توبيخ السفيرة الفرنسية قولها لكم ان باستطاعة حكومة تصريف الأعمال ان تتخذ القرارات التي تمكن لبنان من البقاء وعدم الدخول في الإنهيار عبر بوابة صندوق النقد الدولي وهو في الأساس الوصفة التي ادّت بلبنان الى ما وصل اليه ، ولا داعي للتذكير بمسارات السياسات النقدية والإقتصادية والمالية التي اوصلتنا الى الكارثة عبر قبائل الطوائف المحميين اصلاً من اميركا والذين وضعوا انفسهم بخدمتها منذ عقود .

وبعد اللوم والعتب الذي استعرضناه يا دولة الرئيس ، هل من حلول ؟

نعم هناك الكثير من الحلول فها هم الروس وقبلهم الصينيين ولن أتكلم عن العروض الإيرانية حتى لا يتحسس المتحسسون قدموا للبنان عروضاً اكثر من مغرية وبلا شروط سوى القبول والتوقيع وبنظام ال BOT وكفالة الدولة اللبنانية فقط .

في حين ان الغرب يشترط كفالة صندوق النقد الدولي ولا يقبل بكفالة دولة منهارة وفاشلة كلبنان .

وعلى الرغم من لومنا وعتبنا لكم فدولتك تملك فرصة كبيرة بان تحول التهديد الى فرصة عبر القبول بالعروض الروسية والصينية وحتى الإيرانية ، فمجرد القبول بهذه العروض والتوقيع عليها سيُخرج لبنان من نصف ازمته في الحد الأدنى ولن يستغرق البلد بعدها سوى سنوات قليلة للتعافي والعودة الى الازدهار .

اقدم يا دولة الرئيس فممّا انت خائف ؟ مصير اللبنانيين رهن شجاعتك ، فبدل ان تكون قاريء ورقة نعي لبنان بامكانك ان تتحول الى فارس مقدام .

نعلم ان الأميركيين قادرون على معاقبتك ، اقدم وليعاقبك الأميركي وليسجلك التاريخ مقداماً وشجاعاً ناضل من اجل بلده بدل ان يسجلك التاريخ خائفاً ويائساً اكتفى بالهروب والإختباء .

 

عمر معربوني

رئيس تحرير موقع المراقب - باحث في الشؤون السياسية والعسكرية - خبير بالملف اللبناني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى