كتب الدكتور بهجت سليمان:
– 1 –
■ جواباً على قول بعض الأصدقاء بأنّ ( أردوغان ) دخل الساحة العربية وعاث فساداً من البوابة السورية .. وأننا نحن من أعاد تدويره وبَيَّضْنا تاريخَهّ القذر ..
وكذلك التخوف مما سموه ( هرولة لفك العزلة على حساب قضايانا المبدئية والوطنية والقومية ) ■
□ نقول :
● كانت سورية الأسد تعمل من منظور إستراتيجي يتضمن مشروع البحار الخمسة ..
وكانت تعمل على تحقيق أهداف استراتيجية مشتركة بينها وبين تركيا ..
○ ولذلك جرت التضحية ببعض المصالح التجارية التكتيكية ، مرحلياً ، من أجل تعبيد الطريق لتحقيق مصالح كبرى مشتركة..
○ وذلك من منطلق أن تركيا دولة كبرى في المنطقة ، وأن من المفترض أن تقوم قيادتها بالعمل على تحقيق المصالح الإستراتيجية الكبرى لشعبها ودولتها..
○ والمسألة التي كانت من أسباب ذلك التقارب و لا ينتبه لها إلا القلة ، وهي قيام المخابرات الأمريكية / الصهيونية باغتيال المرحوم رفيق الحريري في 14 شباط 2005 ، بعد أن بات دمه والاستثمار في دمه ، أكثر فائدة لهم من بقائه على قيد الحياة ، وبغرض تلبيس الجريمة للدولة السورية وللمقاومة اللبنانية ..
○ ثم قاموا إثر ذلك ، بالعمل على تأجيج المشاعر الطائفية ودفع الأمور باتجاه حرب مذهبية طاحنة ..
فكان رفع منسوب العلاقة السورية مع تركيا ، حينئذ ، عاصما ومانعا لتلك الحرب المذهبية التي جرى الإعداد لها .
● ولكن تبَيَّنَ بعدئذٍ ، أن أردوغان لم يكن معنياً بتحقيق تلك المصالح الإستراتيجية المشتركة لشعبه ودولته ، بل كان ينطلق من أمرين :
▪تنفيذ الدور المناط به في المخطط الصهيو/ أميركي ..
▪و العمل على توسيع هامشه ضمن ذلك المخطط ، بما قد يحقق له بعث السلطنة العثمانية الحديدة ..
وهذا كان برهاناً على أنّ أردوغان يعيش خارج العصر ، ويتوهم إمكانية العودة 500عام إلى الوراء .
● وليس هناك ( هرولة لفك العزلة على حساب قضايانا المبدئية والوطنية والقومية ) !!! كما يظن البعض ..
لو كان الأمر كذلك ، ولو كنا مستعدين للتفريط بقضايانا ، ل جرى ذلك منذ البداية ..
ولأننا لم نقبل ولن نقبل بالتفريط بقضايانا ، جرت الحرب علينا ..
و قريبا وعلى عكس ما يبدو ظاهريا ، سيتلمس الأتراك الطريق.. بغرض الخروج من المآزق المتصاعدة التي وجدوا أنفسهم فيها ، بعد فشل الحرب الكونية العدوانية على سورية في تحقيق أهدافها.. وستكون النتيجة هي دخول أردوغان في الحائط .. أو دخول تركيا نفسها في الحائط ، طالما استمر المذكور في نزوعه العدواني السلطاني
– 2 –
[ ما بين ” ضَرورات الأنظمة ” و ” خِيارات الشعوب عندما تَتَعارَض ” ضَروراتُ الأنظمة ” مع خيارات الشعوب ” ..
2▪يُصْبِح من البديهي أن تقوم ” الأنظمة ” ، عندما تكون ” أنظمة وطنية ” ، بالبحث الدّقيق والمُعَمَّق ، عن أسباب ومُوجِبات هذا التعارض ، ثمّ تقوم بِمعالجتها ورَدْمِهِا :
3▪سواءٌ بتعديل موقفها ، تحت سقف المصلحة الوطنية العليا ..
4▪أو بتوضيح المُسَبِّبات والدوافع المرحليّة لهذا التَّعارُض ، مع الشعوب التي تُمَثِّلُها هذه الأنظمة الوطنية..
الأمر الذي يُؤدّي إلى تَفَهُّم أغلبية الشعب ، لأسباب ذلك التّعارُض..
5▪مع الإشارة إلى أنَّ الأنظمة الوطنية ، لا تتناقض مع طموحاتِ شعوبِها ، بل بالعكس هي تُجٓسِّدُ وتُعَبِّرُ عن تلك الطموحات ، حتى لو تَخٓلَّلَتْها مواقِفُ عابِرة تبدو فيها بعضُ التّبايُنات ، التي تقتضيها طبيعةُ السياسة ومُناورَاتُها..
6▪و التعارض شيء والتناقض شي ، الأول أمر مؤقت والثاني دائم ..
والإعتبارات السياسية الموضوعية التي ترمي بثقلها على الأنظمة الوطنية ، تدفعها أحيانا للقيام بما يفرض تلك التعارضات المؤقتة ، ولكن لصالح الطموحات والمصالح العليا الدائمة .
7▪وأمّا مع ” الأنظمة اللا وطنية ” ، فمن البديهي أن يكون ما بينها وبين شعوبِها ، ليس تَعارُضاً فقط ؛ بل تَناقُض مُزْمِن غبر قابل للحلّ .
8▪ومصطلح ” الشعب ” في جميع بلدان العالَم : يعني ” أغلبية الشعب ” أي أكثر من نصف الشعب ، ولو بِقليل .
– 3 –
《 إخْجَلوا على أنفسكم ، يافاقدي الحياء ؟ 》
هل يُعْقَل لإستعماريِّي الغرب – القديم منهم والجديد – ، وللمحميات الصهيو أمريكية في منطقتنا ، ولأذنابهم وقوارضهم في الداخل ، أن يعطوا دروساً في السياسة أوفي الإنسانية والأخلاق ؛ لشعبٍ ودولةٍ وجيشٍ وأسدٍ ، مضى عليهم عشر سنوات :
1▪وهم يدافعون ، نيابةً عن البشرية بكاملها ؛ في مواجهة الإرهاب الظلامي التكفيري المتأسلم ؟؟!!!
2▪وهم يتلقّون الضرباتِ والطّعَناتِ من الغريب والقريب ، منذ عشر سنوات ؟!
3▪وهم يُوَدِّعونَ عشراتِ الآلاف من شهدائهم ، و يُواسُونَ مئات الآلاف من جرحاهم ومُصابِيهِمْ؟!
4▪وهم يعيشون في ظروف حياةٍ قاسية ، لم تمرّ في تاريخ سورية ؟!
5▪وهم يعيشون حصاراً وحشياً همجيّا كيدياً ثأرياً ، على الصعيد المعيشي والإقتصادي والمالي والسياسي والثقافي والدبلوماسي ؟!
6▪وهم يُعانُونَ من هجمةٍ إعلامية وحشية همجية ، تجعل من الضحية جانياً ، ومن الجاني ضحيةً ؟!
7▪وهم يَنْزِفونَ مئاتِ الآلاف من شبابهم الذين ينزحون أو يهاجرون إلى الخارج ؟!
8▪اخْجَلوا قليلاً على أنفسكم أيها السفهاء من الأعراب والأغراب ، ومن دواعش الداخل التي تتبرقع بالوطنية المزيفة ، طالما أنّ الحياء الإنساني ، بات مفقوداً لديكم.
– 4 –
■ من وما هي الحكومة الرشيدة ؟ ■
□ هي التي :
1▪تنذر نفسها لخدمة الوطن والمواطنين .. بدلا من أن يكون هدفها الوحيد هو البقاء على الكرسي ..
2▪تمثل المواطنين خير تمثيل ، ولا تمثل عليهم..
3▪تسن القوانين لخدمة الشعب ، وتقوم بتطبيقها بما يحقق ذلك .. لا التضييق على الشعب وتعقيد الأمور أمامه..
4▪تقوم بإصدار التعليمات التنفيذية التي تيسر الأمور وتسهلها على المواطنين ، لا التعليمات التنفيذية التي تغلق الأبواب وتعقد الأمور أمام المواطنين ..
5▪تقوم بتعديل وتغيير القوانين التي يتبين أنها تعيق العمل العام ولا تخدم المواطنين بشيء .
6▪تعمل أكثر مما تتكلم .. ولا تعطي الأولوية للقول ، بل للعمل الدائب المتواصل ..
7▪تكون واضحة وشفافة وصريحة وصادقة مع المواطنين ، لكي يتمكن المواطنون من أداء الدور الوطني المناط بهم .
8▪لا تغرق بالماضي كثيرا ، ولا تكثر من ( السين ) و ( سوف ) ، بل تستنفر نفسها وقدراتها وطاقاتها لتحسين الحاضر القائم ، والدفع به بكل قوة نحو الأفضل .
9▪تضع كرامة المواطن فوق كل اعتبار .. فكرامة الوطن من كرامة المواطن ..
والمواطنون الذين يجري النيل من كرامتهم في وطنهم ، يخسرهم الوطن مجانا وبدون مبرر.
10▪ترى إلى نفسها خادما للشعب ، وليس الشعب خدما وحشما عندها
– 5 –
[ بين غريزة القطيع .. وعقلانية النسق الحكمة : ضمانة لسلامة التفكير والتدبير ، و
2▪الشجاعة : برهان على القدرة وسلامة الطباع ، و
3▪عِفَّة النفس : دليل على الفضيلة و سلامة النفس ، و
4▪العدالة : التي هي شرط أساسي ، لإدارة شؤون الناس.
– 6 –
《 بين صفات ” الإنسان ” : الإنسانية .. و الحيوانية 》
1▪الحياء سمة إنسانية .. والوقاحة صفة حيوانية.
2▪الشجاعة سمة إنسانية .. والجبن صفة حيوانية.
3▪الكرم سمة إنسانية.. والبخل صفة حيوانية .
4▪الترفع سمة إنسانية.. والانحطاط صفة حيوانية .
5▪التضحية سمة إنسانية .. و الهروب صفة حيوانية .
6▪الإيثار ” الغيرية” سمة إنسانية .. والأثرة ” الأنانية ” صفة حيوانية .
7▪اليقظة سمة إنسانية .. والغفلة صفة حيوانية .
8▪الرحمة سمة إنسانية .. والكيدية صفة حيوانية .
9▪التسامح سمة إنسانية .. والانتقام صفة حيوانية .
10▪الوفاء سمة إنسانية .. والغدر صفة حيوانية .
– 7 –
■ حِكَمٌ و قِيَمٌ ■
1▪هناك مَنْ يطلب المستحيل ، للهرب من الممكن.
2▪أن يكون المرء عبقرياً ، لا يعني أنّه معصومٌ من الخطأ.
3▪السّاذج والأحمق ، يَنْشُرانِ الغُصْنَ الذي يجلسانِ عليه.
4▪لا يَحِقُّ لنا أنْ نَعِيبَ الرَّمَدَ في غَيْرِنا ، ونتجاهل العمى في أنـفُسِنا.
5▪يجب أن يكونَ المرء واثِقاً جداً من نفسه ، حتّى يتمكّنَ من الاعتراف بخطئه.
6▪الانفعال ضَعْفٌ قاتل ، يُعَبِّرُ عن خُواءِ صاحِبِهِ وجَهْلِهِ ومحدودِيّتِه.
7▪الحياة هي المُعَاناة ، وَمَنْ فَقَدَ المعاناة ، فَقَدَ أجمل ما في الحياة.
8▪مَنْ يخاف قوّةَ الرّياح ، عليه ألَّا يُفَكِّرَ بالصُّعود إلى القمم العالية.
9▪بعض الناس يَهْرُبون من مواجهة مشاكِلِهم ، بِإِحَالَتِها إلى الإرادة العليا.
10▪الثورات الحقيقية لا تأكل أبناءها – كما يقولون – ولكنّها تُسْقِطُ مَنْ يَدَّعُونَ أُبُوَّتَها.
– 8 –
[ أخطر أنواع الذخيرة المجانية ، التي يتبرع البعض بتقديمها للعدو ، هي عدم معرفة جوهر العروبة الصحيحة ، والإسلام القرآني المحمدي المستنير ، والمسيحية المشرقية .. تقصير يصب في خانة أعداء العروبة والإسلام والمسيحية المشرقية ..
2▪والإسلام الحقيقي هو الإسلام القرآني المحمدي المستنير ..
وكل ما ليس كذلك هو دخيل على الإسلام ويدخل في باب ” التأسلم ” المعادي للإسلام ..
3▪والمسيحية المشرقية هي بنت هذا الشرق العربي وحاضنته وقدس أقداسه .. ومنه انطلقت إلى العالم ..
4▪وجوهر العروبة هو لغة وثقافة وطموحات وأهداف مشتركة..
5▪كحال الفرنسي والبريطاني والألماني والروسي ، مثلا ، الذين لا يخرج من بين صفوفهم ، من يقول بأنهم ليسوا فرنسيين وليسوا بريطانيين وليسوا ألمانا وليسوا روسا.
– 10 –
[ لأنه الوطن .. لأنها سورية العربية .. لأنها سورية الأسد وطنٌ صمدَ صمودَ الجبال الراسيات..
2▪وطنٌ استطاع أن يجهض المخطط العالمي الأمريكي الأوربي العثماني الأعرابي الوهابي الإخونجي ..
3▪وطنٌ جاع أبناؤه ، وقُتِلَ عشراتُ الآلاف منهم ، وانعطبَ مئاتُ الآلاف ، وهُجِّرَ الملايين منهم ؛ ومع ذلك لم يستسلم ..
4▪وطنٌ حاصرته ” 150 ” دولة في العالم ؛ ومع ذلك لم يرفع الراية البيضاء ولم ينحن ولم ينثن ، وبقي صامدا شامخا ك قاسيون وك أسد قاسيون ..
5▪وطنٌ تَحَدَّتْ قيادتُهُ الأسدية : أمريكا وأوربا وتركيا و” اسرائيل ” وتريليونات نواطير الكاز والغاز ..
ومع ذلك أجْبَرَهُمْ على التسليم بفشلهم في الاستيلاء على سورية ..
6▪وطنٌ هذه مواصفاته ومواصفات أبنائه وقيادته ؛ هو منتصر حكماً وحتماً..
7▪وعندما يكون عظماءُ الرجال كالجبال ، فإنّ ما فيها وما حولها من مغاوِرَ وكهوف ، لا تنقص شيئاً من عظمتها وشموخها.