رندلى جبور | كاتبة واعلامية لبنانية .
قد يرى البعض في طرح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لفكرة إنشاء سوق اقتصادية مشرقية مشتركة في هذه المرحلة ترفاً فكرياً، ولكن من يتعمّق فيها يرى أنها أحد الحلول الناجعة للخروج من الازمة الاقتصادية التي نعيشها.
الرئيس عون فاتح الوفد العراقي الذي زاره في القصر الجمهوري منذ مدة بالمشروع الذي يريده مشتركاً بين لبنان وسوريا والعراق والاردن فرحّب العراقيون، ولكنه أيضاً ووفق المعلومات سبق أن قدّم هذا الطرح منذ سنوات في إحدى القمم العربية، وناقشه مع رؤساء الدول المعنية.
فكرة الرئيس عون تقوم على التكامل الاقتصادي بين الدول الاربعة ما يسمح بتبادل الخبرات والسلع المنتوجات على حدّ سواء بطريقة أكثر سلاسة، وبانتقال الايادي العاملة بسهولة بين الدول وتأمين فرص عمل بالتالي. كذلك يسهم هذا المشروع في النمو الاقتصادي لهذه البلدان وفي تشكيل تكتل اقتصادي قوي في ظل العولمة الحاصلة وتماهياً مع التكتلات الاقتصادية القائمة في العالم بين دول متجاورة، خصوصاً أن اقتصاد لبنان ليس قوياً إذا بقي منفرداً ولا يجوز أن يبقى قائماً على الريع والخدمات فقط.
تلقفت مجموعة من المفكرين والناشطين هذه المبادرة وألّفت ما سمته بالهيئة الوطنية لدعم مبادرة الرئيس عون وهي زارت القصر الجمهوري منذ يومين لتضع نفسها بتصرف الرئيس. وتقول عضو الهيئة التأسيسية للهيئة الكاتبة ثريا عاصي لـ”Media Factory News” إن الهيئة تهدف إلى تشكيل حالة ضغط في البلدان المعنية للتسويق للمبادرة ووضعها موضع التنفيذ.
وتؤكد عاصي أن الهيئة باشرت بعقد اجتماعاتها وهي تدعو من يرغب من المؤثرين المتحمسين للفكرة للانضمام إليها لفك الحصار عن لبنان، والوصول إلى ما يشبه اتحاد المغرب العربي أو مجلس التعاون الخليجي أو حتى الاتحاد الاوروبي في الشق المتعلق بالاقتصاد ولما لا بالمواضيع الامنية والاجتماعية وغيرها.
وأضافت أن من شأن هذه السوق المشتركة تسهيل التبادل التجاري بالعملات المحلية والخروج من الازمات المالية والازدهار وإعادة تشبيك وترميم البنى التحتية بين الدول. كما يساهم هذا المشروع وفق عاصي بوقف استنزاف ثروات بلداننا ووضع حد لهجرة الادمغة بالاضافة إلى تدعيم السيادة والحرية في أوطاننا.
وسمعت الهيئة الوطنية من الرئيس عون تشجيعاً على الخطوات التي تقوم بها وهو طلب منها التحرّك مجتمعياً وإعلامياً للتسويق للفكرة ووضعها موضع التنفيذ.
وقال بالفم الملآن: “أنا أريد التأسيس للغد”…
إن رئيس الجمهورية برؤيته البعيدة يضع أحجار أساس لغد أقوى وأجمل. وللبعض الذي يظن أن هذه الفكرة جميلة لدرجة أنه لا يمكن أن تكون حقيقية، فإننا نقول إن التحرير كان حلماً جميلاً ولكنه بات حقيقة، والتحرر حلم جميل وسيصبح حقيقة، والسوق المشرقية العربية حلم جميل وسيكون بيوم من الأيام الحقيقة التي تجعلنا أقوى.