التبست التغريدة التي كتبتها مؤخراً على بعض المتابعين حتى تم تأويلها على غير مقصودها. والسياق في التغريدة وإن لم يكن تاماً، ولكنّه كان يهدف لرفع السؤال التالي: أيها الناس هل تشمّون رائحة الضباع الدولية والمحلية التي تُغرقكم بمشاكل المعيشة اليومية لتحافظ على نزيفكم وذلكم ؟ ألا ترون كيف تخلق لكم قضايا وهمية تنتشي معها حواسكم لبرهة قصيرة قبل أن يتبيّن أنّ الغرض هو الإلهاء عن المخاطر الكبرى التي تمّس أساس وجودكم وهويتكم ومصيركم؟ أو بحسب تعبير الإمام علي (ع):” تلهو عما يراد لها” !
هذه الضباع دولية كانت أم محلية هي أن يبقى الناس في المتاهة والضياع. يدورون حول طعامهم وشرابهم ولا يفكرون خارج الصندوق اللعين الذين حشروا فيه عنوة ويجعلهم أسارى حاجات يُفترض أن تكون بالبداهة متوفرة.
لقد كان قصدي كيف أنّ مشروعاً يقوده فرعون في الداخل وفرعون في الخارج يضغط على الناس ويقول لهم:”ما أريكم إلا ما أرى”. وأنّ قيمتكم ووجودكم وحركتكم يجب أن تبقى محصورة في الهمّ المعيشي وموصولة بذاك الخيط الرفيع من الموت الأسود.
ربما كان علي أن أزيد فأنبّه إلى مخططات تريد لشعبنا أن يعيش في هذا التيه المخيف الذي يحيطنا به العدو من كل جانب لنعبث بجثتنا التي اسمها الدولة ونتصارخ ليل نهار لنحصل على أسوأ الصفقات من صندوق النقد الدولي!
ربما كان مقصودي كيف يخرج الناس من غفلة كل هذا الموت البطيء إلى رحاب الوعي والبصيرة فيدرك الجميع أنّ الأزمة وراء الأزمة ليست إلا لأن الضباع تشتهي استسلامنا وتجريدنا من كل عناصر العيش والقوة الكرامة .
كيف ينظرون إلى الأفق وما وراءه من دون أن تقيدّهم وتهددهم الأزمات فيتخلون عن أعظم ما عندهم وهي المقاومة.
كيف يصبح الرغيف والبنزين والماء والكهرباء والطريق والاستشفاء جزءا من مسؤولية إدارية اعتيادية لا قضايا كبرى يُراد أن ننصاع لشروطها المهينة بتبعية لمستكبر في الخارج أو مستبد في الداخل.
يبقى أن أقول: إنّ خدمة الناس هي جنة المؤمنين بالإنسان وكرامتهم في الدنيا والآخرة.