يتكشّف مع مرور الوقت المزيد من الفجوات، في جدار الردع الصهيوني، والذي لطالما تغنّى به العدوّ لسنوات طويلة، وآخرها عدم قدرة بعض الآليات الإسرائيليّة المصفّحة على الصمود أمام تطور العبوات الناسفة التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. فقد اعترفت مصادر، في قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، اليوم الاثنين، أنّ الجيبات المصفّحة التابعة للجيش الإسرائيلي غير قادرة على التعامل مع عبوات من إنتاج إيران.
وبحسب ما أورد الكاتب أمير بوحبوط، في موقع “واللا” العبري، فإنّ الحديث يدور عن تهديد فعلي على القوات التي تدخل لتنفيذ عمليات ليلية في الضفة الغربية، ناقلًا عن مصادر بأنّ الإيرانيين يعملون على تهريب عبوات ناسفة قوتها وفتكها أقوى عدة مرات من تلك المصنّعة في الضفة الغربية وفي المختبرات.
وتحت عنوان “سُمح بالنشر”، أعلن العدوّ، الأحد، عن إحباط عملية تهريب عبوات ناسفة شديدة الانفجار من إيران عبر الأردن إلى الضفة الغربية. وأثارت تفاصيل هذه القضية مجددًا الحديث، داخل جيش العدوّ، حول التحدي الذي يواجه المقاتلين الذين يعملون داخل القرى والبلدات الفلسطينية في أرجاء الضفة الغربية. وبحسب مصادر في قيادة المنطقة الوسطى، بدأ تحدي العبوات الناسفة عندما فُجّرت عبوة من إنتاج محلي عند أطراف مدخل مخيم جنين، وقد فُعّلت داخل مسجد بواسطة “كابل” باتجاه قوة تابعة لما يسمّى “مستعربي حرس الحدود” كانت تتحرك بسيارة “جيب” مضادة للرصاص، فأصيب ستة جنود، أحدهم بجروح متوسطة إلى بالغة.
مصدر عسكري صهيوني قال: “إنّ المقاتلين نجوا بأعجوبة، وفي وقت لاحق اتضح للمصدر أنّ “الشاباك” أرسل معلومات استخبارية، لكن جهات في شعبة العمليات في الجيش لم تعط أهمية لذلك”. ومنذ ذلك الحين، جرى نقاش، في ذراع البحر، حول جودة تحصين “الجيبات” المضادة للرصاص الذي تبيّن في نهايته وجود فجوة في التحصين, وقد يتحوّل تفجير عبوات ناسفة من هذا النوع إلى تهديد فعلي ضد القوات التي تدخل لتنفيذ عمليات ليلية في الضفة الغربية، وأن “الجيبات” المضادة للرصاص، الموجودة حاليًا، قد تتحوّل إلى “مصيدة موت” للمقاتلين”.
ويعرب المعنيون، في المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة، عن قلقهم من: “تطور المجموعات التي تحاول إخفاء العبوات من تحت أنف أجهزة الاستخبارات وتفجيرها بشكل مفاجئ ضد قوات الاحتلال، وستكون المرحلة المقبلة حقل عبوات، لذلك يجب على الجيش الإسرائيلي الاستعداد للمستقبل بآليات محصّنة مناسبة”.