نشرت منظمة الدفاع عن الديمقراطيات “The Foundation for Defense of Democracies – FDD”، وهي منظمة مستقلة تُركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، بحثًا مٌعمقًا حول السياسة الخارجية للرئيس دونالد ترمب خلال فترة ولايته السابقة في عدد من المناطق “الساخنة” حول العالم ومنها لبنان.
وقدَّم البحث، سلسلة توصيّاتٍ للرئيس الأميركي المُنتخب جو بايدن بهدف “تعزيز الأمن القومي للولايات المتحدة، وتقليل أو القضاء على التهديدات التي يُشكلها أعداءها وخصومها عليها او على الدول الحرّة الأخرى”.
وحمل البحث، عنوان: “من ترمب إلى بايدن، الطريق إلى الامام، للأمن القومي الأميركي”.
وأشار البحث إلى أن “حزب الله ليس مُجرّد عميل أو وكيل للجمهورية الإسلامية في إيران، لا بل هو امتداد لهذا النظام، فمنذ تأسيسه على يد كوادر الحرس الثوري الايراني، عمل حزب الله كـذراع طهران الطويلة، وكمصدر رئيسي لإيديولوجية النظام ونموذجه الثوري، ويجب الاخذ بعين الاعتبار كل ما تقدم في جميع جوانب السياسة الأميركية، وعلاوةً على ذلك ، ومع سيطرة الحزب الآن على المراكز الأساسية في البلاد وترسخه بقوة في أجهزة الدولة الحكومية، يجب على الولايات المتحدة أن تتخلى عن التمييز المُصطنع بين الدولة اللبنانية وحزب الله”.
وفي ما يلي التوصيات حول لبنان:
1- لا تتعامل، ولا تموّل، حكومة تضم حزب الله أو تتأثر به بشكل مباشر، فإنّ دعم الحكومة اللبنانية يجعل الولايات المتحدة متواطئة حتمًا، حيث يقوم حزب الله بصياغة وتحديد سياسة الحكومة اللبنانية ولديه حق الوصول إلى ميزانيتها.
2- تصعيد الضغط على حزب الله، فعلى واشنطن أن تنتهج هذه السياسة بغضّ النظر عن أزمة لبنان المالية أو أي مبادرة دبلوماسية إقليمية.
3- صياغة عقوبات أميركية، سواء كانت مرتبطة بحزب الله أو تستهدف أعضاء آخرين من الطبقة السياسية بموجب قانون ” ماغنيتسكي”، لتعكس حقيقة أنه لا يمكن التمييز بين حزب الله والدولة اللبنانية، ولا ينبغي لواشنطن أن تستخدم العقوبات كأداة لتوجيه السياسات اللبنانية لبناء الدولة، فبدلًا من ذلك، يجب أن تهدف العقوبات إلى الضغط على شبكات حزب الله المالية ونظام “الأوليغارشية” الفاسد الذي يُسهّل أعمال حزب الله ويتشارك معه”.
4- الاستمرار في الضغط على الاتحاد الأوروبي لتصنيف حزب الله بجناحيه العسكري والسياسي كمنظمة إرهابية، وأيضًا الأخذ بعين الاعتبار بأن زيادة الاستثمار الفرنسي في لبنان من المُرجّح أن تزيد من معارضة باريس لمثل هذا التصنيف، فحزب الله نفسه يرفض تمييز الاتحاد الأوروبي بين ما يسمى بجناحيه “العسكري والسياسي”، ويجب ألّا يحصل أي جزء من حزب الله على ترخيص للعمل في أوروبا.
5- لا تقدموا مساعدات إنمائية وإعادة إعمار للبنان سواء بشكل ثنائي أو في سياق مؤتمر دولي للمانحين، في ظلّ النظام السياسي الطائفي القائم، الذي يُهيمن عليه حزب الله فإن مثل هذه المساعدات لا تدعم سوى حزب الله وشركائه الفاسدين.
6- تعليق جميع المساعدات للجيش اللبناني، فالقوات المسلحة استمرت في التعاون مع حزب الله وفشلت في اتخاذ أي إجراء لكبح جماحه، ولو بالحد الادنى مثل منشآت صواريخ حزب الله المكشوفة أو مستودعات الأسلحة في المناطق المدنية.
7- التحرك بسرعة لتطبيق العقوبات وفقًا لقانون “The bipartisan Shields”، واعتبار استخدام الدروع البشرية جريمة حرب، لذا يجب على الولايات المتحدة استهداف مسؤولي حزب الله والكيانات المرتبطة به وكذلك أي مسؤولين سياسيين وأمنيين لبنانيين متورطين في وضع أصول حزب الله العسكرية في مناطق مدنية.
8- وبالرغم من أن إصلاح تفويض اليونيفيل ليس مطروحًا على الطاولة الآن، ولكن يجب استخدام حق النقض ضد تجديدها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عندما ينتهي التفويض في أب 2021، لأنّه في غياب إصلاح شامل، فإن اليونيفيل غير قادرة على العمل أكثر من مجرد “ورقة توت” لسيطرة حزب الله على منطقة عمليات اليونيفيل.
9- لا تسمحوا لمحادثات ترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية – اللبنانية بالإستمرار حتى عام 2021. وبما أن لبنان قد شدّد الآن موقفه “المتطرف”، يجب على الولايات المتحدة أن توقف العملية غير المدروسة، بالإضافة إلى ذلك، يجب على واشنطن أن تؤكد علانية موقفها بأن مزارع شبعا ليست لبنانية، ولكنها جزء من مرتفعات الجولان، التي يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية..