حيّان نيّوف | كاتب وباحث في الشؤون السياسية .
إذا كنا نعلم يقيناً أن هناك حاجة إلى تجديد الفكر الديني بما يتوافق مع المتطلبات العصرية وتنقيته من المدسوس الذي تراكم طوال قرون من الزمن وتمّ تظهيره وتسييده ةطوال القرنين الماضيين عبر أيادي استخباراتية غربية لغايات استعمارية دنيئة ..
فإنه من الواجب علينا أن نجري مراجعة شاملة لذلك بأنفسنا ونعيد صياغته وفق ما تستوجبه حقيقة وجوهر الدين ومصالح أمتنا وتطور شعوبنا ومجتماعتنا ، وألّا ننتظر وصفة جاهزة تعدها أقبية المخابرات الغربية ( البريطانية والأمريكية ) وتعيد بثها عبر نظام آل سعود الذي كان العامل الرئيس لنشر وبث المدسوسات القائمة ، ووفق ما تقتضيه مصالح الغرب وبما يحقق له استمرار السيطرة وتحقيق مصالحه على حساب شعوبنا ومجتمعاتنا عبر إعادة أنتاج الفكر الجمعي والإيديولوجي والهوياتي وتحت عناوين خادعة وبرّاقة ..
ما أعلنه بن سلمان من انقلاب على الموروث الإسلامي، لا ينفصل عن الحرب التي أعلنها الرئيس الفرنسي ضد الأسلاموية التي باتت تهدد فرنسا خاصة وأوروبا عامة .. حتى أردوغان ذاته الذي لعب على قضية “آيا صوفيا” لإثارة الغرائزية الدينية في وجه التحول المطلوب كان قد أعلن قبيل ذلك أن تعاليم الإسلام باتت بحاجة إلى تغيير ، وها هو لاحقا يرمي بحلفائه الأخونج ومسرحية “آيا صوفيا” لم تكن سوى رفعا للصوت لتذكير الغرب بأنه مستعد للدخول معه في مخططه الجديد …ا
لكل ينفذ ما يخطط له أمريكيا لتمهيد الطريق للأبراهيمية كمشروع سياسي اقتصادي هوياتي عقائدي يعطي اسرائيل السلطة المطلقة على المنطقة ضمن حلف شرق أوسطي “ناتو شرق أوسطي” وفقا للإستراتيجية الأمريكية الجديدة …
