تحليل إسرائيلي: نتنياهو يمكنه التباهي بالاتفاقيات ولكن لا سلام اقليمي مع “إسرائيل”
مدار نيوز- نابلس- 11-12-2020- ترجمة محمد أبو علان دراغمة: كتب المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل في صحيفة هآرتس العبرية: استقبل لدى الكثير من الإسرئيليين إعلان نتنياهو عن إقامة علاقات مع المغرب بشيء من المفاجأة، فكل إسرائيلي زار المغرب في السنوات الأخيرة تأثر من مستوى الاستقبال الحار الذي حظي به لدى مستقبليه، ومن شكل الانفتاح الذي يستقبل بها السائح الإسرائيلي، كان الاعتقاد أن العلاقات الرسمية بين البلدين قائمه وبشكل دائم.
وتابع تسفي بارئيل في هآرتس العبرية، إلى حد ما، العلاقات الإسرائيلية المغربية تشبه إلى حد كبير العلاقات الإسرائيلية التركية التي كانت قائمة قبل توقيع الاتفاق في العام 90، سنوات طويلة قبل أن غيّر أوردغان شكلها.
العلاقات شبه الرسمية السرية إلى حد ما بين إسرائيل والمغرب، هي حقيقة تاريخية، حيث تطورت أيام الملك حسن، وهو الذي أقام ممثلية مغربية في تل أبيب بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، وأغلق المكتب في عهد نجله محمد السادس، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
منذ تلك الفترة عقدت الكثير من اللقاءات بين المغاربة والإسرائيليين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الطرفين، حتى الإعلان الدراماتيكي للرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن إقامة هذه العلاقات، القضية على الطاولة منذ شهور، ويعتقد أن من أعطى الخطوة الدفعة النهائية للعملية هو صديق “إسرائيل” الجديد، ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، والذي تربطه علاقات قوّية مع الملك محمد السادس.
وعن العلاقات المغربية الإماراتية، كتب بارئيل، المغرب ليست فقط أكثر الدول العربية المستثمرة في المغرب، بل هي من الدول التي تعترف بأن الصحراء الغربية جزء من الأراضي المغربية، وكان محمد بن زايد قد أعلن عن فتح قنصلية إناراتية في مدينة العيون، وبذلك أعلن خطوة عملية ورسمية بهذا الاتجاه.
ولي العهد الإماراتي بن زايد، والذي يملك فيلا فاخرة في المغرب، في الفترة الأخيرة التقى مع الملك المغربي، تعهد بالعمل من أجل الحصول على اعتراف أمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مقابل موافقة المغرب على إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”.
وعن موقف محمد بن زايد من الخطوة المغربية، كتب تسفي بارئيل، بالنسبة لبن زايد، كانت هذه خطوة ضرورية، من المتوقع أن تخفف من معارضة عمليات التطبيع مع “إسرائيل” من جانب الدول والجماهير العربية.
أما بالنسبة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الخطوة لا تشكل انقلاباً، فهو يدعم بشكل علني السيادة المغربية على الصحراء الغربية، واعتبر خطة الحكم الذاتي التي عرضها الملك المغربي لحل الصراع هناك خطة واقعية وعادلة.
حول الموقف الإسرائيلي كتبت الصحيفة العبرية، يالنسبة ل “إسرائيل” الخطوة المغربية إنجاز مهم ورائع حسب وصف المحلل الإسرائيلي، المغرب انضمت لمسار الأردن ومصر والبحرين والإمارات والسودان الذي يعتبر “إسرائيل” دولة معترف بها ومقبولة، وحتى دولة صديقة، وفي وقت لاحق، قد تفكر دول إسلامية مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا بجدية في إقامة علاقات مع إسرائيل.
صحيح أن الرئيس الأمريكي ترمب اعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، لكنه لم يمنحها اعتراف دولي بذلك، وعلى صعيد العلاقات مع “إسرائيل”، فرض حقائق سياسية حققت نقطة تحول على الموقف من “إسرائيل” في المنطقة، لكنها لم تزيل عنها المخاطر الاستراتيجية التي تواجهها، السلام مع المغرب والبحرين لا يزيل التهديد الإيراني، ولن تؤثر على خطة الرئيس المنتخب جود بايدن في موضوع المشروع النووي الإيراني.
وتابعت هآرتس، كما إن هذه الاتفاقيات لم تحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي سيستمر في كونه سبب العداء العربي العام تجاه إسرائيل، نتنياهو يستطيع التباهي باتفاقيات السلام الجديدة، ولكن لا يوجد هنا سلام اقليمي مع “إسرائيل”، وهي اتفاقيات أشبه بنوع من البوفيه المفتوح، حيث تختار كل دولة عربية المقابل الذي تريده للمقابل السياسي الذي تدفعه.
الإمارات العربية المتحدة ستحصل على طائرات اف35، والبحرين تحظى بحماية أمريكية، السودان تم شطبها من لائحة الدول الداعمة للإرهاب، ويمكنها الحصول على مساعدات دولية، والمغرب حصلت على اعتراف أمريكي بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وفي كل الأحوال، لا توجد أي دولة من هذه الدول في حالة حرب فعلية مع “إسرائيل”، ولا توجد مطالبات إقليمية بتقديم تنازلات لها.
وتابعت الصحيفة العبرية عن دفع الثمن لإتفاقيات السلام، خزينة الدفع ليست في “إسرائيل”، بل هي في واشنطن، وهذا معناه نقل صلاحية التوقيع على الشيكات للرئيس الأمريكي المنتخب لجو بايدن.
وعن أثر تلك الدول العربية على عملية السلام، كتبت الصحيفة العبرية، من الناحية النظرية، تكتسب هذه الدول العربية خاصية الضغط على السياسة لإسرائيلية، ويمكن لهذه الدول أن تطالب “إسرائيل” التقدم في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين إذا كانت تريد أن تتمتع بعلاقات جيدة معهم، هذا هو الموقف المُعلن لكل زعيم في الدول العربية التي انضمت لحفلة التطبيع، والذي يعلنه أمام الفلسطينيين كسبب للتطبيع.
هذا الموقف العربي يعتبر صفعة لمبادرة السلام العربية من العام 2002، والتي اشترطت انسحاب إسرائيلي من المناطق المحتلة قبل أن تحظى بتطبيع مع الدول العربية وبحزام أمني.
وشكك المحلل الإسرائيلي تسفي بارئيل بأن تغيّر الدول العربية موقفها نتيجة السياسية الإسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية، وكتب في هذا الإطار، هناك شكوك بأن تقوم أي من الدول العربية المطبعة مع “إسرائيل” بتحميد أو إلغاء الاتفاقيات بسب السياسية الإسرائيلية في مناطق السلطة الفلسطينية، أو أن تشترط الاتفاقيات مقابل انسحاب إسرائيلي، أو حتى العودة للمفاوضات مع الفلسطينيين.
السعودية التي تعتبرها “إسرائيل” الجائزة الكبرى في موضوع التطبيع مع الدول العربية، وتساوي كل الاتفاقيات مع كل الدول العربية، هي الوحيدة التي تشترط السلام مع الفلسطينيين للتطبيع مع “إسرائيل”، الملك السعودي قال خلال اجتماع للحكومة هذا الأسبوع:” يجب وقف البناء الاستيطاني الذي يتم على يد الاحتلال الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية هي قضية عربية، وعلى رأس القضايا التي تدعمها السعودية”.
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال، ندعم اتفاقية تطبيع مع “إسرائيل”، مقابل اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني، يؤكد إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
وختم المحلل الإسرائيلي عن السعودية ودورها بالقول، السعودية ليست دولة أكثر عدلاً من الإمارات العربية المتحدة أو الأردن أو المغرب، لكن لديها حساب أكثر تعقيدًا مع الولايات المتحدة، حساب لا يعتمد فقط على أهواء ترامب أو نفوذ “إسرائيل”.
ومن الناحية العملية،ساهمت السعودية بنصيبها في التطبيع بطريقة محسوبة، جيث سمحت للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي، ووافقت للبحرين على إقامة علاقات مع “إسرائيل”، وشجعت السودان على المضي قدما في خطوة مماثلة، الاستمرار في عملية التطبيع تعتمد على سياسية بايدن تجاه السعودية، في قضايا أكثر بكثير من قضية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
The post تحليل إسرائيلي: نتنياهو يمكنه التباهي بالاتفاقيات ولكن لا سلام اقليمي مع “إسرائيل” appeared first on وكالة مدار نيوز.
الكاتب : mohammad
الموقع :madar.news
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2020-12-11 21:27:02
رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي