بين سطور خطاب الرجل الثقة .. رسالة “الداخل” في خطابٍ متعدد الأبعاد
علي كوثراني | كاتب وباحث لبناني
ليس صحيحًا أن الرجل الثقة لم يتطرق للشأن اللبناني، وأنه مر عليه باقتضابٍ.
فعندما بدأ خطابه بالترحيب بالحوار بين اللبنانيين، وإبداء الحرص على الحلفاء والأصدقاء، والتمسك بالتفاهم مع التيار والانفتاح على تطويره بما يحقق من المصلحة الوطنية، فهو لم ينصرف بعدها إلى مواضيع غير ذات صلةٍ، بل كان لمقدمته صلب موضوعٍ هي الخطاب نفسه، وخاتمةٌ أيضًا.
بالنسبة لصلب الموضوع، فهو المصارحة التي قام بها الرجل الثقة فيما يخص توضيحه بما لا يقبل التأويل حقيقة الصراع، وهوية أطرافه الحقيقيين وأفعالهم، وتحديد موقعنا في هذا الصراع، وما يجب أن يكون موقفنا منه، أي المصلحة الوطنية ذاتها التي يجب أن تكون موضوع أيِّ حوارٍ أو تفاهمٍ بين اللبنانيين.
أما الخاتمة، فكانت ما خلص إليه في آخر خطابه:
“ما ندعو إليه ناسنا في لبنان، في الحد الأدنى، أن يعرفوا العدو فيتخذوه عدوًّا، وأن لا يشتبهوا في تعيين الصديق فيطعنوه في ظهره ويتآمروا عليه، هذه هي رسالة اليوم.”