الدكتور علي عز الدين | كاتب ومحلل سياسي لبناني
كما كان وقعُ إسم طريق الحرير يُدغدِغُ أسماع الطامعين والباحثين عن اسواقٍ وممرات جديدة للسيطرة وللتصريف ،بات اسمُ الحزام والطريق بعهدنا الحديث مدعاةً لرسم خطط واستراتيجيات جديدة للعالم السياسي،جغرافياً ،عسكرياً وأمنياً.
الطريق التجاري بحاجة الى حماية ،الحماية الدائمة بحاجة لقاعدة إرساء خطوط حمر و معسكرات متقابلة لِفَرض الأمن والأمان في سبيل ديمومة الإقتصاد الذي هو بشكله الحالي أساس كل الكيانات عبر العالم.
( الأمر ُ الجَوهري الذي يجب فهمه هو أن ّ العالم يتغير،نحن بمنافسة حادة مع الصين،وبجبهات وتحديات متعددة مع روسيا) تصريح الرئيس الأميركي بايدن عن قرار الإنسحاب من أفغانستان..
أفغانستان التي كانت مقبرة الغزاة عبر التاريخ ..
ان ترك أميركا أفغانستان ظاهره التركيز على جبهات جديدة،أوسع، أشمل،وتحتاج لعديد وقوات هائلة نظراً لحجم التهديدات المُستجدة،فإستيقاظ التنّين الصيني الذي كان قد خبا ردحاً من الدهر،ليستفيق على راعي الابقار بعدته وعديده منتظراً الفرصة للإصطياد والفتك بضحيته،لكن مع وجود الأقطاب وتوزيعها الجغرافي على مساحة كبيرة ( الصين ،روسيا وإيران)، يجعل مهمة العام سام شبه مستحيلة..
فبعد أن قام الاميركي وعبر عشرين عاماً بسرقة كل المواد الأولية من معادن ثمينة ومن خيرات أرض أفغانستان قام بتسليمها لطالبان عدو الأمس،هذهِ الطالبان أمام معضلة حكم جديدة ،سوف لن تلقى في أرض أفغانستان الاّ الخراب والنذر اليسير من عطاءات الجبال والوديان،فالغرب المتوحش المستعمر تحت عنوان نشر الديموقراطية ،قام بالسيطرة على زراعة و انتاج وتصدير المواد المخدرة عبر عصاباته في كابول واطرافها وعبر المدن البعيدة،إذاً قرار بايدن بالإنسحاب من أفغانستان كان مُرَتَباً مُسبَقاً حسب الدراسات العلمية والتي أفاضت بالشرح عن سرقة المقدرات للشعوب،وهذه السياسة الاميركية معتمدة قديماً وحديثاً ونلمسها بشكل يومي في لبنان بعد قرار الدولة اللبنانية بإستخراج النفط والغاز والبدء بتنظيم وزارة النفط و إعطاء التراخيص للشركات العالمية. التي رضخ بعضها لاحقاً اللإيماءات الاميركية بوقف الأبحاث والتنقيب بفعل تدخل السفيرة الأمريكية في لبنان،والتي تخرق كل بروتوكولات الديبلوماسية المتعارف عليها،هذا التدخل السافر والمستمر قد تعرّض لصفعة مُدوية وضربة هائلة افقدته وعيه،تخبّط الآراء والقرارات السريعة للإدارة الأميركية ،قابله إرتياحاً شعبياً وثقةً من بيئة المقاومة بإتجاه السيد حسن نصرالله وهو يُعلن عن أولى مراحل كسر الحصار..
ما بين السفينة والسفيرة،قد يكون الفارق حرفاً واحدا ً لِمَن يعبُدُ الله على حرف،.وَلِمَن يثق بالله يُمْدِدهُ وينصره بِنية التوكل والصبر والبصيرة.
الرؤية الإستراتيجية لمحور المقاومة التى أُعلِنت عبر قادتها من قوس النصر ومن هلال العزة والمِنْعة بفعل صمود شعوبها،وتعاظم قوة الشعوب وعزيمتها وبأسها بفضل تَشارُك الخبرات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية..
ما بين وصول السفن وترسيخ قوة الردع عبر حمايتها،وبين تغييرالخارطة السياسية في العالم أجمع،وتوقيت قبل السفينة مختلف عن توقيت مابعد السفينة وما بعد بعد السفينة،هناك استراتيجيات مستحدثة في إدارة الصراع وتوحيد الجبهات مروراً بإنتهاء الحدود بين بلاد المحور الممانع..
نحن ُ الآن امام عصر ٍ جديد،تكتبه دماء الشهداء والمجاهدين والجرحى والشعب الصامد.