حسن شقير | كاتب وباحث في الشؤون السياسية .
أسئلةٌ ثلاث ، لا يقربها التحليل السياسي عميقاً في هذه الأيام وذلك في خضم محادثات فيينا بين إيران وباقي أطراف الإتفاق النووي :
١-ما سرُّ هذا الكباش الإيراني-الأمريكي على تجميع الأوراق أو حرقها ، وذلك لمرحلة ما بعد الإتفاق على العودة المتبادلة للالتزام ب خطة_العمل المشترك ؟
٢-لماذا يرفض المفاوض الامريكي لغاية الان رفع الشق الثاني من العقوبات “غير المتسقة” مع الاتفاق النووي ؟
٣-ولماذا يصرُّ المفاوض الإيراني على رفع هذا الشق من العقوبات حالياً ، مع أن أمريكا جاهزة ومن الآن لرفع عقوبات قوية جداً ، وذلك بمجرد عودة ايران الى التقيّد ببنود الإتفاق النووي للعام ٢٠١٥؟
الإجابة والتفسير :
بالنسبة لأمريكا فإن ذاك الشق من العقوبات سيكون ضمن أوراق تجمعها واشنطن لمقايضة إيران عليها في فتح التفاوض النووي مجدداً ، لما تسميه بضرورة صوغ اتفاق أقوى أمتن وأطول مدى..هذا فضلاً عن أن بندي الصواريخ والنفوذ في الإقليم لن يغيبا مطلقاً عن مخيّلة مفاوضها السياسي .
أما بالنسبة لايران ، فإنها تعتقد بأن انتزاع هذا الشق من العقوبات حالياً ، سيحرم واشنطن ، ومن هم خلفها أيضاً ، من أهم أوراق الضغط عليها ، وخصوصاً فيما يتعلق بدفعها للقبول بفتح التفاوض معها وفقاً لجدول أعمال أمريكي لا إيراني .
وعليه ، فإن هذا الأمر إن حدث فعلاً -سيجعلها تتحكم ببنود جدول الأعمال المقبل ، وذلك بما يتناسب مع رؤاها الاستراتيجية حصراً .. فإذا لم يكن هناك بدٌ من فتح هذا التفاوض الجديد – ووفقاً لجدول الأعمال الإيراني -، فإن هذا سيكون مقابله إيرانياً ، بالرمي على الطاولة ورقة التعويضات الضخمة ، والتي ستطالب بها إيران في حينه ، وذلك تعويضاً لها لما كان قد لحق بها من أذى على امتداد السنوات الماضية ، وبفعل العقوبات الترامبية.
بكلمات معدودة ، إنها معركة حالية على بنود جدول أعمال لاحق .