بيان صادر عن رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق العماد إميل لحود في ذكرى ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر
جاء فيه:
في الذكرى الرابعة بعد المئة لميلاد ضمير الأمة العربية الرئيس جمال عبد الناصر، لا يسع هذه الأمة في صميمها، إلا أن تنظر إلى الماضي الذي بتنا نتحسر على رجال قادة أدخلوا مفهوم ومبدأ القومية العربية إلى صفحات هذه الأمة، مصحوبة بالعنفوان والكرامة ورفض الإذعان ونبذ الاستسلام ومقاومة الاحتلال وضرب الاقطاع السياسي والمالي الفاسد، وتحفيز جماهير الأمة العربية على تبني القضايا المركزية لهذه الأمة وفي مقدمتها من دون منازع قضية فلسطين.
إن جمال عبد الناصر كان وسيظل رمزاً نادراً من رموز نهضة هذه الأمة واستنهاضها من ثبات عميق بعد تراكم تداعيات الإحتلال، والإخضاع والإملاء عليها من خارج تاريخها المجيد.
جمال عبد الناصر تحدى دولاً عظمى حفاظاً على كرامة مصر العروبة واستقلالها، وصوناً لكرامة الامة العربية، وكان للبنان نصيب في قلبه وفكره، لأنه عرف ان نماذج العيش المشترك فيه أولاً، كما في مصر وسورية، هي نماذج تليق بالأمة العربية وهي على نقيض دولة وعد بلفور، والربيع العربي
لقد سلك جمال عبد الناصر في عهده وزمانه طريق المقاومة ومساندة الثورات العربية النظيفة لتحقيق اماني الشعب العربي بالتحرر من انظمة صنيعة الاستعمار الغربي ومتواطئة مع اعداء الامة العربية
لو كان جمال عبد الناصر بيننا اليوم لكان الداعم والمساند الاول للمقاومة ضد العدو الصهيوني ولا بد لنا من انصاف الرئيس حافظ الاسد الذي رفض المساومة على المقاومة اللبنانية وتصفيتها رغم القرار الدولي الصادر عن مجلس الامن في العام 1993 ورغم تواطؤ معظم القيادات اللبنانية العسكرية منها والسياسبة
لبنان هذا الوطن الذي انتصر على العدو الاسرائيلي وحرر أرضه من رجسه سنة 2000، بقدراته الذاتية وقوته التي تنبع من معادلات في وسطها القرار السياسي الرسمي، كما ربيع الجمهورية العربية السورية بقيادة سيادة الرئيس بشار الأسد الذي استطاع برؤيته الاستراتيجية وقدرات جيشه وحب شعبه له ان يجعل من هذا الانتصار في سورية العربية ربيعاً للأمة جمعاء، وسيكون في القادم من الأيام من أهم المعالم الذي سيكتب عنها التاريخ بأنها لن تحمي فقط سورية انما حمت الأمة العربية من محيطها إلى خليجها.
جمال عبد الناصر ايها القائد العربي نستذكرك اليوم يا رائد الوحدة العربية ونتحسّر على غيابك المبكر كما نفتقد الرئيس حافظ الاسد الامين على القومية العربية
لو عدنا اليوم إلى خطاب جمال عبد الناصر لقطعنا الشك باليقين انه على حق لأن جمال عبد الناصر كان مشخصاً للداء الذي لم يزل ينهش في جسد هذه الأمة، ولأن قومية جمال عبد الناصر كانت ولم تزل العلاج الناجع الذي يشكل الحماية و المناعة الصلبة لجسد الامة.
كم تمنينا لحاضرنا ان يكون صدى لهذا الماضي المشرق في زمن جمال عبد الناصر إلا أننا نطمئنك في عليائك أن الشعلة مازالت مضيئة أقله في لبنان وسورية العروبة والقومية، إذ انتصروا في الحروب التي فرضت علينا كما فرضت عليك يوماً حرب السويس، وقد التف شعبك حولك ليقول لك أنه معك في السراء والضراء لأنك رمز كرامته وعنفوانه، لانك لم تجمع الأموال الخاصة ، ولم تسع إلى مجد باطل وسلطة زائفة، بل كنت دوماً متلهفاً إلى الترفّع والتجرّد ووحدة الأمة العربية وريادتها.
من لبنان عربون وفاء إلى من أصبح اليوم في ذاكرة الأمة العربية إلى الأبد..