ادلى رئيس ندوة العمل الوطني رفعت ابراهيم البدوي بالبيان التالي
تتعرض القضية الفلسطينية لعملية تواطؤ ممنهجة، و لمقايضة و تمييع متعمّد من قبل بعض الدول العربية، خصوصاً تلك التي تتهافت على تطبيع مهين مع العدو الاسرائيلي، الامر الذي ادى الى امعان الصهاينة في وتيرة مصادرة اراضي واملاك الفلسطينيين وهدم منازلهم واستشراس في ممارسة التهجير القسري تمهيداً لبناء المزيد من المستوطنات وصولا الى تهويد مدينة القدس عاصمة فلسطين الابدية
ان صمت المجتمعين العربي و الدولي عن جرائم العدو الصهيوني، المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، من قتل متعمد و اعتقال تعسفي واصرار على اغتيال الصحفيين الفلسطينيين، يأتي في سياق سياسة كم الافواه واسكات اصوات الحق، بغرض تزوير التاريخ وحجب الحقائق الدامغة، بهدف طمس القضية الفلسطينية وهدر الحقوق التاريخية المشروعة للشعب الفلسطيني.
ان تآمر معظم الغرب وتواطؤ معظم الدول العربية على فلسطين التاريخية وعلى عاصمتها الابدية القدس، وضع الشعب الفلسطيني الحر، امام خيارين لا ثالث لهما، اما الاستسلام واما الانتفاض وتفعيل عمليات المقاومة بكل اشكالها، دفاعاً عن حق وكرامة شعب الجبارين الذي اختار البندقية لمقاومة الاحتلال الصهيوني وممارساته الاجرامية.
ان الحق الفلسطيني المغْتَصَب، لا يُستًرد عبر المفاوضات الواهية، ولا بالوعود الكاذبة، او من خلال تطبيع مذل ولا باتفاق سلام مزيف، ولا غلو بالقول ان الحق الفلسطيني لا يمكن استرداده الا بواسطة البندقية الفلسطينية و بالمقاومة وحدها، وبالحفاظ على جذوتها المتقدة وبالتمسك بشعار ان ما اخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة ، وان لا سلام ولا استسلام ولا اعتراف بالمحتل الغاصب ولا مساومة على حقنا بفلسطين كل فلسطين وعاصمتها القدس.
ان فلسطين هي القضية و البوصلة المركزية الساكنة في وجدان وضمير الشعوب العربية الحرة، لانها قضية كل الاحرار في هذا العالم، اما لحكام الدول العربية الذين اختاروا التطبيع ام في صدد التطبيع المذل مع العدو الاسرائيلي، اولئك الذين راهنوا على انخفاض نبض الاجيال الدافق بالوفاء لفلسطين نقول:
ان ما تشهده مناطق جنين ونابلس والخليل والقدس وكل الضفة الغربية المحتلة في فلسطين من مقاومة باسلة و شرسة ضد جيش العدو الصهيوني، بقيادة جيل فلسطيني مقاوم، مصمم على النصر او الاستشهاد رغم الفارق في العدة والعدد والعتاد، يعني اننا امام جيل فلسطيني لا يعرف الهوان او التراجع، هو جيل يبشرنا بان شعلة فلسطين، ستبقى مضيئة، تنير درب الشعوب الحرة المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية، تتوارثها الاجيال المقاومة والمتعاقبة جيل بعد جيل، لمواجهة كل اشكال الاحتلال ومحاولات التطبيع والتهويد، مهما بلغ صلف الاحتلال الصهيوني والتخاذل العربي،
اننا نستبشر نصراً قريباً لأن الحق الفلسطيني اضحى في عهدة جيل فلسطيني واعد بالمقاومة ، مؤمن بأن دماء الشهداء المقاومين لا بد وان تزهر نصراً يليق بتحرير كل فلسطين من البحر الى النهر مهما طال الزمن.