أشار وفد حزب القوات اللبنانية لدى زيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الى أنه “تداولنا مع الشيخ علي الخطيب والحاضرين، في شؤون الوطن اللبنانيّ وشؤون أهله، بهذه الأوقات التي تتطلب تضامنًا فوق العادة، لنعالج الأسباب العميقة للأزمة التي نعيش بغية تخطيها، لأن غرق هذا المركب يعني غرقنا جميعًا،أما معالجة أزماتنا فتعني خلاصنا جميعًا”.
وأوضح الوفد في بيان أن “نشأة المجلس الإسلاميّ الشيعيّ الأعلى الذي نزور اليوم، هو دليلٌ آخر على ثمرة التعايش في احترام ثوابته. وهَدَف هذا المجلس منذ تأسيسه، إلى الحِفاظ على وحدة لبنان وحريته وإستقلاله، فالأسس التي يبشر بها الإمام موسى الصدر هي أسس نشأة لبنان الوطن والدولة القوية التي تحمي كلّ أبنائها والتي لا قيامة لها اليوم إلا من خلال حصريّة العنف والسلاح بيد القوى الأمنية اللبنانية ما يعطيها القدرة على حماية كلّ اللبنانيين، كما حماية لبنان من أي اعتداء،أكان مصدره العدو الإسرائيليّ أو غيره”.
وأضاف البيان: ” أُسُس قيام لبنان وازدهاره حيادُه وبناء أفضل العلاقات مع محيطه العربيّ والدوليّ وهذا ما شدّد عليه الإمام الصدر، ويتردّد اليوم صدى هذا الكلام في مبادرة الحياد التي أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والأزمات التي نعانيها هي نتيجة لابتعادنا عن الأسس المكونة للبنان، مثل الحياد، وانغماسنا في مشاكل الآخرين، ومعاداة العالم العربي المحيط بنا كما المجتمع الدوليّ،ناهيك عن إضعاف سلطة الدولة وقواها الأمنية بتواجد سلاح خارج مؤسساتها الأمنيّة، وقرارت خارج مؤسساتها الدستوريّة. إن باب الخروج من هذه الأزمات المتنامية يكمن في العودة إلى ثوابت الكيان اللبناني الّذي في تعدديته ووحدته”.
وقد أكد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال استقباله وفد من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، “ضرورة ازالة الهواجس بين اللبنانيين وبناء الثقة بين الجميع”، مشيراً الى أن “القرار الشيعي بكل مكوناته ضد أي حرب أهلية او مذهبية، ونحن لسنا هواة حرب وعهد علينا أن السلاح لن يستخدم في الداخل وواجبنا الديني والوطني الحفاظ على المسيحيين وسنحافظ على هذه الخصوصية وسندافع عنها وعلى الاخرين مراعاة هواجس الجنوبيين والخطر الذي يتهددهم من قبل العدو الاسرائيلي”.
وشدد الخطيب على أن “المقاومة هي نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وضعف الدولة وهي مرتبطة بازالة الخطر وقدرة الدولة على الدفاع عن حدودها وشعبها، فسلاح المقاومة لن يتوجه للداخل انما هو لردع العدوان الاسرئيلي الذي احتل الجنوب ودمر لبنان والذي ما زال يشكل خطرا على لبنان، والحديث عن حياد لبنان في ظل التهديدات والانتهاكات اليومية للسيادة برا وبحرا وجوا من قبل عدو تاريخي لا يبنى عليه لحل أزمات لبنان”، مشيرا الى “ان اي رهان على الخارج هو رهان خاسر”، لافتاً الى أن “لبنان في خطر وجودي وعلى القوى السياسية تحمل مسؤولياتها في اسرع وقت والبدء في تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الجميع”، داعيا الى “التعاون مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتقريب وجهات النظر وحل الخلافات لانقاذ الدولة من الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي”.
الى ذلك أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، انه “للأسف ما زال البعض مصرَّاً على تهديد أمن لبنان والإستهتار بكرامة الوطن عن طريق الهجوم اللامسؤول على رأس حربة الإستراتيجيّة الدفاعيّة والسلاح الذي حرَّر البلد والذي ما زال يشكّل قوّة لبنان والضمانة الرئيسيّة لحمايته ودفع التّهديد عنه، خاصة أنّ هذا السلاح حرّر البلاد ومؤسسات الدولة من الدبابات الإسرائيلية يوم كان انتخاب الرئيس وأخذ القرارات الحكومية يجري بحماية وهيمنة الدبابات الإسرائيليَّة، وبصراحة أكثر: لا سلم أهلي ولا سيادة ولا كيان ولا وطن مستقل ولا مؤسسات رسمية ولا قوّة ردع للبنان لولا السلاح الذي حرّر وقاوم وما زال يشكّل قوّة لبنان الإستراتيجيّة بوجه التهديد الإسرائيلي وغيره من أنواع التهديد كداعش وغيرها. ولأنّه أكبر ضمانات لبنان فقد تصدّر البيانات الوزارية إدراكاً من القوى السياسية لأهمية حماية لبنان عن طريق استراتيجية الجيش والشعب والمقاومة”.
وشدد قبلان على انه “لأننا نريد لبنان شراكة وطن وسلم أهلي وعيش مشترك وعائلة واحدة وسيادة محميّة فإنّ الدفاع عن لبنان يكون بمنطق التمسّك بالقوّة لا منطق الإستسلام والخلاص مِن أكبر قوّة حرّرت وحمت وما زالت تحمي وتردع يوم استسلم لبنان وسقطت المؤسسات الرسمية بيد الإسرائيلي وتخلَّى عنه العالم، ولا يحق لمن قاتل الجيش اللبناني وقتل جنود الجيش اللبناني أن يتباهى بالسيادة وحصرية السّلاح في وقت ما زالت مجزرة صبرا وشاتيلا وصمة عار على جبين من شارك الإسرائيلي المذابح والهيمنة على سلاح الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية لصالح الإسرائيلي المحتل. وما زالت انتفاضة السادس من شباط وما تلاها وسام فخر لمعنى المقاومة والتحرير وإنقاذ السيادة ومؤسسة الجيش والمؤسسات الرسميّة من هيمنة المحتل الإسرائيلي”.
ولفت الى ان “قيام لبنان والطموح السياسي والرئاسي يحتاج كلّ بنيه وطوائفه ولا يكون ذلك بالتنكّر لمن ضحى وقاوم بل بالتكامل مع المقاومة على طريقة جيش وشعب ومقاومة لحماية لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي وكيان سيادته واستقلاله السياسي وما دون ذلك خيانة للبنان”.