بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
في ذكرى تصريح بلفور المشئوم
المقاومة هي الضامن لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة
يا جماهير شعبنا الصامد المرابط..
تمر علينا اليوم ذكرى تصريح بلفور المشئوم في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر 1917، الذي منحت بموجبه بريطانيا حقًا لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، بناءً على المقولة المزيفة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، ليعطي من لا يملك وطنا لمن لا يستحق.
منذ ذلك التصريح المشئوم وشعبنا لم يزل يتجرع مرارة الاحتلال والاستيطان والتشريد والقتل والاعتقال، وسط صمت دولي وعربي مريب، يستغله كيان الإرهاب الصهيوني لارتكاب مزيد من الجرائم بحق شعبنا ومقدساتنا.
لقد مثّل ذلك التاريخ، يوما أسوداً في تاريخ الشعب الفلسطيني، وفي تاريخ الأمة كلها، وضربة غير مسبوقة لما يسمى بالعدالة الدولية، فقد كان هذا الوعد بمثابة استجابة لرغبات الصهيونية العالمية لإقامة وطن لليهود على حساب شعب أصيل متجذر في أرضه منذ آلاف السنين.
وإننا في حركة الجهاد الإسلامي، وفي ذكرى وعد بلفور المشئوم، نؤكد على الآتي:
أولاً: تمسك الشعب الفلسطيني بحقه المشروع كاملاً، وفي استرداد أرضه، ثابت لا يمكن أن تغيره كل الوعود ولا كل المواثيق والمعاهدات، فالحق لا يسقط بالتقادم مهما تعاقبت الأجيال ومهما طوى الزمان من العقود.
ثانياً: المقاومة بكل أشكالها واستمرار مواجهة المحتل، حق مشروع لشعبنا، وهي الضامن لاستعادة الأرض وتحرير القدس ومسجدها الأقصى وكافة المقدسات، واستعادة فلسطين من بحرها إلى نهرها.
ثالثاً: إن صمت ما يسمى بالمجتمع الدولي، وفتح بعض الأنظمة العربية باب التطبيع مع العدو على مصراعيه، لا يقل خطورة عن تصريح بلفور المشئوم، إن لم يكن التطبيع ضربة أكثر تنكيلا بالشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني أشد الويلات تحت احتلال إرهابي واستعماري مجرم.
رابعاً: على العالم كله تحمل مسؤولياته في وقف معاناة شعب فلسطين، وأن يتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين، وأن تعترف الدول التي تواطأت وساعدت احتلال فلسطين بالخطأ والجريمة التي ارتكبتها، وإلا ستظل الشعارات التي ترفعها عن العدالة والحرية والحقوق حبراً على ورق وتستراً على كل الأخطاء التي ارتكبت او ترتكب بحق فلسطين وشعبها.
خامساً: إن تصريح بلفور المشؤوم مكّن العصابات الصهيونية من ممارسة أبشع جرائم التطهير العرقي والتهجير والقتل والتدمير، بهدف القضاء على الشعب الفلسطيني وإنهاء وجوده، ولم تزل هذه الجرائم متواصلة بأشكال متعددة، من قتل وتهويد وقصف وتدمير واعتقال وترويع وترهيب، وليس ما يجري في حي الشيخ جراح من تطهير عرقي، منا ببعيد.
سادساً: إن التصريح المشؤوم الذي أطلقه “آرثر بلفور” ، لم يكن نكبة ومأساة للشعب الفلسطيني فحسب، بل ترك تداعيات تاريخية خطيرة على المنطقة والعالم بأسره، وشكّل تحديا لقيم الحرية والعدالة والكرامة، حتى أضحى الكيان الصهيوني دولة فوق القانون، تمزقه وتدوسه وقتما تشاء، كما فعل السفير الصهيوني جلعاد أردان عندما مزق تقرير مجلس حقوق الإنسان من فوق منصة الأمم المتحدة وعلى مرأى ومسمع العالم بأسره.
أخيراً: ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال هو أيضا نتيجة لتصريح بلفور المشئوم، حيث تستخدم سلطات الاحتلال السجون والزنازين لتغييب أبناء شعبنا، إمعانا في سياسة التطهير العرقي، فالاعتقال هو الوجه الآخر للقتل والاغتيال.
التحية لأبناء شعبنا في كل مكان.. والرحمة لشهدائنا، والحرية للأسرى الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية على طريق العزة والكرامة.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
الثلاثاء 26 ربيع أول 1443هـ، 2 نوفمبر 2021م