بكين تؤكد أن علاقاتها مع موسكو تجاوزت “الأنماط القديمة”
صرح وزير خارجية الصين تشين قانغ بأن صمود العلاقات الصينية الروسية منذ فترة طويلة أمام اختبارات تغيرات الأوضاع الدولية، يرجع أهم أسبابه إلى إيجاد طرق صحيحة للتعامل بين البلدين.
وأوضح تشين في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط” أن هذه الطريق تتسم بالثقة الاستراتيجية المتبادلة وحسن الجوار، وتتمسك بعدم التحالف وعدم المواجهة وعدم استهداف طرف ثالث، وتسعى إلى الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك.
وقال الوزير إن هذه العلاقة “تتجاوز تماما العقلية القديمة والنمط القديم من لعبة “المحصلة الصفرية” والمواجهة بين المعسكرات، وهي لا تشكل تهديدا لأي دولة في العالم، ولا تتأثر بتشويش أو زرع الخلاف من قبل أي طرف ثالث، وتمثل اتجاها صحيحا لتقدم العصر وتطور التاريخ”.
واعتبر أن سعي “قلة قليلة من الدول” لإثارة ما يسمى “التحالف بين الصين وروسيا”، لا يعدو كونه أكثر من “قياس عملاق بعصا قزم”، ويمثل نموذجا من عقلية الحرب الباردة، ويجسد أيضا نظرة للعالم ناقصة عفا عليها الزمن، إذ إنها ترى التحالف والمجابهة في العالم أحادي القطب فقط، ولا ترى التعاون والكسب المشترك في العالم متعدد الأقطاب.
وأكد وزير الخارجية الصيني أن “الصين وروسيا ستواصلان مساعيهما من أجل دفع علاقات شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، والحفاظ على المنظومة الدولية، والتمسك بتعددية الأطراف الحقيقية، والدفع بتعددية الأقطاب في العالم، ودمقرطة العلاقات الدولية، وتقديم مساهمة مطلوبة في تطور وتقدم البشرية”.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع بسمرقند مع نظيره الصيني تشين غانغ إن العلاقات بين موسكو وبكين تثبت الاستقرار وتكرار الاجتماعات واللقاءات الثنائية له ما يبرره.
وأضاف وزير الخارجية خلال اللقاء: “العلاقات بين البلدين تظهر وتثبت الاستقرارية. في الوضع الحالي، تكرار الاجتماعات له ما يبرره تماما.. نتائج زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى روسيا مؤخرا هو تأكيد آخر على آفاق تفاعلنا الاستراتيجي وشراكتنا الشاملة”.
وتابع لافروف قائلا: “وبالطبع فإن تلك القرارات التي اتخذت تاريخية تتطلب منا تكثيف الجهود في جميع مجالات تفاعلنا سواء من حيث تعميق التعاون الثنائي أو فيما يتعلق بالمشاكل الإقليمية والدولية”.
لذلك، وفقا لوزير الخارجية الروسي، فإن اجتماع اليوم يأتي في وقت مناسب جدا. “أنا سعيد جدا بهذه الفرصة الجديدة للتواصل”.
من جهته أشار وزير الخارجية الصيني تشين غانغ إلى أن “الوضع الدولي الحالي يتغير أمام أعيننا مباشرة، الأمر الذي يفرض ضرورة الحفاظ على الاتصالات الاستراتيجية بين روسيا والصين”.
وشدد على أن “الجانب الصيني مستعد، مع الشركاء الروس، للوفاء بالاتفاقيات الهامة على أعلى مستوى، لتعزيز الديناميكيات العالية للعلاقات الثنائية (الصينية الروسية)”.
وعقد وزراء خارجية روسيا والصين وإيران ووزير الدولة للشؤون الخارجية الباكستاني صباح اليوم الخميس اجتماعا في إطار المؤتمر الوزاري لدول الجوار لأفغانستان. في سمرقند.