السيد محمد صادق الحسيني | كاتب وباحث ايراني
قليلون هم من توقفوا ملياً عند زيارة قائد القيادة الوسطى في القوات الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي وتفقده ل 3 مواقع في المنطقة الغربية من السعودية، باتت مرشحة لأن تستخدمها القوات الأميركية في حال نشوب اي معركة…!
ففي أول زيارة له إلى “الشرق الأوسط” منذ تنصيب الرئيس جو بايدن، زار ماكينزي ميناءين في ينبع على البحر الأحمر، ومدرجي طائرات في تبوك والطائف.
وقال ماكينزي للصحفيين المرافقين له “إن مياه الخليج ستكون منطقة نزاع في ظل أي صراع مسلح مع إيران، وبالتالي ينبغي النظر إلى أماكن أخرى بعيدة لإدخال القوات إلى مسرح العمليات…”
أي نقل مواقع القوات الامريكية المتمركزة حالياً في المنطقة الشرقية من المملكة قريباً من الخليج الفارسي الى المنطقة الغربية اي سواحل البحر الاحمر..!
هذا التصريح لمسؤول عسكري كبير بوزن ماكينزي في عهد بايدن يعني التالي:
١- ان ادارة بايدن حريصة جداً على عدم الاشتباك مع ايران.
٢- ان امريكا تعتبر الخليج الفارسي ساقط عسكرياً بيد ايران.
٣- ان امريكا تقر بالقوة الايرانية الصاعدة وتقرر التراجع عن “منطقة النزاع المحتملة” معها ، كما يصفها ماكينزي لتاخذ موقع الدفاع بدلاً من الهجوم…!
هذا التحول في الموقف الاميركي يأتي كذلك مترافقاً مع مناورات ايران البحرية والصاروخية المنتهية لتوها والتي اثبتت فيها طهران انها قادرة على ملاحقة الاساطيل الامريكية حتى المحيط الهندي( على بعد نحو 2000 كم ) وهي النقطة التي سددت ايران صواريخها تجاهها لتصل على مقربة من حاملة الطائرات “نيميتز” التي هربت من مياه الخليج الفارسي قبيل انطلاق المناورات بقليل…!
في هذه الاثناء كانت السعودية قد أعلنت كما هو معلوم يوم السبت الماضي اعتراض وتدمير صاروخ في أجواء الرياض قالت إن جماعة انصار الله اليمنية هي من أطلقته، وهو الأمر الذي نفته الجماعة فيما تبنته جماعة عراقية مقاومة حديثة الولادة ، ورحبت به فصائل عراقية مقاومة في مقدمتها كتائب حزب الله العراق والتي طالبت بالاقتصاص من داعمي الارهاب التكفيري ومموليه وحاضنيه ذاكرين بالاسم الرياض ودبي وقصور ملوك هذه العوائل الحاكمة…!
هذا التطور الهام في قواعد الاشتباك من جهة وخروج ترامب من المشهد السياسي الامريكي بالاضافة الى ما تقدم آنفاً بخصوص التقدم الايراني الهائل في موازين القوى البحرية والجوية وانتقال طهران من الدفاع الى الهجوم هو الذي دفع ادارة بايدن الى الخطوة التالية الاكثر مرارة للامريكي واذنابه الصغار من يتامى ترامب ، الا وهي :
اعلان واضح وسريع من قبل ادارة بايدن يقضي :
وقف الدعم الأمريكي للعمليات القتالية في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن قائلا إن هذه الحرب “يجب أن تنتهي”…!
معلنا أيضا تعيين الديبلوماسي الأمريكي تيموثي ليندركينج مبعوثا خاصا إلى اليمن في مسعى لتعزيز الجهود الدبلوماسية الأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن
مضيفاً خلال زيارة له إلى مقر وزارة الخارجية في واشنطن :
“وتأكيداً لالتزامنا، فنحن ننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة”.
وتمثل هذه الخطوة الأمريكية الجديدة تغييرا كبيرا عن سياسة إدارتي الرئيسيين السابقين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري دونالد ترامب.
بعد ذلك لا ينفع بايدن استدراكه بالقول :
“نؤكد في الوقت نفسة دعم ومساندة السعودية في الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها وعن شعبها من أي هجمات محتملة..!”
فهذا كلام دعائي عام يقصد فيه الدفاع عن المصالح الامريكية في السعودية لاغير…!
فالمهم في الامر هو الخطوتان التراجعيتان المتلاحقتان في الميدان الا وهي :
الهروب من الخليج الفارسي.
والخروج العملي من الحرب على اليمن.
خطوتان تعنيان الكثير في زمن القوة الصاعدة لايران
وتشكل معادلة جغرافيا آخر الزمان.
بعدنا طيبين قولوا الله.