علي خير الله شريف
بمناسبة ذكرى اتفاق ١٧ أيار ١٩٨٣ الذي حاول العدو ورُعاتُهُ العرب والغربيون توريط لبنان به، لا بُدَّ لنا من توجيه تحية إكبارٍ وإجلال للنائبين اللبنانيين الوطنيين الكبيرين، *زاهر الخطيب ونجاح واكيم*، اللذين وقفا لوحدِهما في البرلمان اللبناني ضد ذلك الاتفاق المهين، ووجَّها خطابيهما للأمة آنذاك بكل شجاعة وشموخ، وفَنَّدا مخاطرَه على الوطن وعلى الأمة العربية، وصَوَّتا ضد المصادقة عليه.
وقفا وحدهما من بين النواب، غير آبِهَين بوجود قوات الاحتلال الصهيوني المدججة بالسلاح، آنذاك في بيروت وقسمٍ كبير من لبنان، لتفرض الصلح مع كيانها اللقيط بالقوة، كما فرضت انتخاب بشير الجميل رئيساً بالقوة، ثم أخاه أمين خليفةً له بعد مقتله بالقوة أيضاً.
لقد سطَّر النائبان زاهر الخطيب ونجاح واكيم يومها صفحةً إضافيَّةً مضيئة من تاريخهما النضالي الناصع. فكانت وقفتُهُما هي الأكثر شجاعةً والأكثر تميُّزاً في تاريخ الشعوب الحرة، والوقفة التي يجب تكريسها كبوصلة في الاتجاه الصحيح للعمل البرلماني الراشد والرشيد، وللمواقف الوطنية البطولية. بل يجب أن تُدَرَّس للأجيال القادمة باعتبارها الأساس لبناء الأوطان الحرة والسيدة والمستقلة.
ألف تحية للأستاذين الكبيرين *زاهر الخطيب ونجاح واكيم*، وألف دعوة للأجيال اللبنانية والعربية لأن تُقبُلَ بشغف على قراءة سيرة هذين الكبيرين، وتَنهَلَ من مَعينِ نهجِهِما الوطني الشريف، إن أرادوا أن يعرفوا كيف يُصنع استقلال الدول، وكيف تؤسس على النزاهة والاستقامة.