ايران ،، وإنتخابات المواجهة
كمال فياض | كاتب وباحث في الشؤون السياسية والأمنية
قرار إبعاد مرشحي التيار الإصلاحي ليس بالقرار الهين وهو قرار يستند إلى الكثير من مصادر القوة لدى التيار ( المحافظ ) اي تيار الحرس الثوري كان آخرها الإتفاق التاريخي مع الصين ، وهو ايضا قرار يوحي بكل القوة والكبرياء الإيراني ورسالة تحد كبيرة للأميركي وللجيران ( ها قد عدنا ، وإن كنا لم نغب ) ،،
وصف التيار الإصلاحي بانهم جماعة أميركا من خلال تسريبات وتغريدات وصف خطير والحقيقة التي نعرفها ان التفاهم الذي حصل بين التيارين الإصلاحي والمحافظ خلال الفترة الماضية والتي اوصلت الإصلاحيين الى عهدين متتاليين كانت خطوة ذكية من ( المحافظين ) ، فوجود الإصلاحيين في السلطة ساهم كثيرا في تنفيس المؤامرات الأميركية لإحداث الفوضى في إيران والقضاء عليها ، تلك الفوضى كانت تحتاج إلى جناح آخر مقابل للمحافظين وهذا الجناح كان هو السلطة فهل ينقلب على نفسه !!
الآن التحالف يحتاج إلى خطوة ذكية أخرى من المحافظين لتقوية الداخل فالمواجهة إن ( فلتت ) لن تكون إيران فيها بوضع مريح في المواجهة مع أميركا التي حتما ستراهن على اللعب من جديد في الملف الداخلي لإيران وإعادة نشر الفوضى في الشوارع والمدن من خلال تظاهرات وإضطرابات وشعارات براقة تشبه شعارات الربيع العربي ،،
لا شك بأن ابراهيم رئيسي سيكون فعلا أهم وأفضل وأقوى رئيس وصل الى سدة الرئاسة في ايران فهو يتمتع بالشخصية التي تحمل العلامة التامة بين المرشحين وسيكون له بصمة كبيرة في مستقبل إيران ،،
فقط نأمل ان يكون التيار ( المحافظ ) قد وضع من الخطط والتفاهمات مع الإصلاحيين ما يكفيه لتقوية المناعة في الداخل ،
فالقادم على إيران لن يكون حتما هيٌنا ،، وواضح للغاية ان الجمهورية الإسلامية قد إتخذت قرارها هذه المرة بكل وضوح وبكل قوة وهو يقول نحن جاهزون لإستعمال القوة ، فقد إنتهى زمن حياكة السجاد ، وإنتهى الزمن الذي كانت إيران تهادن فيه في العراق وكانت نتيجته ان العراق اليوم يحكمه ثلاثة رؤساء محسوبين على ( الأميركي ) وبقناعتي فالمشهد العراقي إنتهى وقت اللعبة فيه وإنتهت معه ما نطلق عليه بلغة السياسة ( التفاهمات والتوافقات ) وآن للمشهد العراقي ان يتغير ،،
إيران إنتفضت ، وعلى الجميع الإنتباه ،،
إن لم تعد أميركا للإتفاق النووي ولم ترفع العقوبات فهناك عواصف إيرانية ضخمة ستهز المنطقة هزا شبيها بزلزال على مقياس ( الحرس الثوري الإيراني ) ، سينتج عنه مشهدا جيولوجيا يصل حتى القدس ويغير واقع المنطقة ،
إن عادت أميركا للإتفاق النووي فهناك نصرا إيرانيا حاسما ، وإن لم تعد فسننتظر ونرى أيضا نصرا إيرانيا لن تنساه المنطقة على مدى عقود ،،
إنظروا الى إيران بكل العيون المفتوحة ، ولا تغلقوها ابدا ،