محمد صادق الحسيني | كاتب وباحث ايراني
تحت عنوان انهيارات في هيكلية جهاز الاستخبارات “الإسرائيلي” تتدافع التقارير التي تضجّ بها الساحة الصهيونية، والتي توّجت بخبر استقالة كبار رؤساء الأجهزة في “الموساد” خلال الأيام القليلة الماضية والذين عرف منهم حتى الآن:
1 ـ رئيس جهاز تجنيد العملاء
2 ـ رئيس جهاز مكافحة الإرهاب
3 ـ رئيس جهاز التكنولوجيا
وهؤلاء المسؤولون هم عبارة عن ثلاثة جنرالات كبار برتبة لواء في الجيش الصهيوني.
وكما تفيد المصادر العبرية فإنّ المزيد من الاستقالات في الطريق، أهمّها رئيس جهاز “الحرب الاستراتيجية” (بحسب القناة 13 التلفزيونية).
ويتهم هؤلاء ومعهم آخرون كثر أثاروا عاصفة في الصحافة العبرية مستمرّة حتى ساعة كتابة هذا التقرير تلقي بالمسؤولية في ما يحصل على عمل رئيس الموساد السابق يوسي كوهين الذي تقول الصحافة العبرية إنه رجل مرتش (ويذكرون في هذا السياق مثلاً أنه 120 ألف دولار من رجل أعمال يهودي أسترالي بمثابة هدية لابنته) وأنه يبحث عن مجده الشخصي هو وزعيم تل أبيب السابق نتن ياهو، وتتهمهما بالفشل الذريع والكذب حول كل ما كانوا ينشرونه عن بطولاتهم الوهمية من موضوع الملف النووي الإيراني إلى القراءة الميدانية العسكرية والسياسية في ساحات محور المقاومة، ومنها الساحة السورية.
المصادر المواكبة لما يتردّد في الصالونات “الإسرائيلية” تضيف أنّ ثمة رعباً شديداً يلف على عنق القادة “الإسرائيليين” حول مستقبل عمل الموساد برمته خاصة بموضوع الأنباء المؤكدة التي تفيد بأنّ إدارة بايدن تحضرّ للهروب الكبير من سورية والذي سيبدأ من التنف تحديداً ويمضي ليشمل كلّ المنطقة بما فيها العراق، وهو ما فشلت أجهزة الموساد في قراءته مبكراً!
هذا وتضجّ الصحافة العبرية بتقارير حول فشل نتن ياهو ورئيس جهاز استخباراته حول المدى الذي قدمته الأجهزة التابعة للموساد حول المدى الذي وصله التطور النووي الإيراني، حيث تقول بأن ما نشر أو أبرز من وثائق في زمن نتن ياهو لم يكن سوى تقارير أولية (خام) عن المراحل الأولى لانطلاق النشاط النووي الإيراني.
وعليه يذهب المنتقدون للساسة الإسرائيليين بأن مستقبل رئيس الموساد الجديد ديفيد بارنياع بات عملياً في مهب رياح حكومة تفتقر إلى الرؤية الاستراتيجية، بل ستكون عمياء تماماً في كيفية تعاطيها مع تطورات المرحلة المقبلة التي تشهد تسارعاً غير مسبوق في التحول، فيما يعيش أهم جهاز يعتبر بمثابة سلسلة أعصاب الكيان بشلل شبه تام.
محللون متابعون لما يجري داخل الكيان الصهيوني يضعون هذه الموجة من الاستقالات في أهم جهاز ارتبط اسمه في الحرب ضد رموز أعدائه الوجوديين، بمثابة انهيار هيكلي للصراع في لحظة هي الأكثر دقة وشفافية لا يمكن ترميمها بسهولة.
تزداد هذه الصعوبة أكثر إذا ما علمنا بأن الإدارة الأميركية لم تعد تمنح من وقتها الكثير لمثل هذا الكيان الوظيفي ـ على رغم بقاء حمايته من السقوط فعلياً ضمن أولوياتها ـ في حروبه الخارجية التي تعتمد بشكل رئيسي على جهاز كان حتى الأمس القريب يعتبر أخطبوطاً وأسطورة يتباهى به قادة الكيان، ويتفاخرون به، فيما هو الآن بات على صفيح من الزلازل الداخلية.