اميركا “الهندية” ما قبل واشنطن.
محمد صادق الحسيني | كاتب وباحث ايراني
في العام ١٩٧٥ كانت تكنولوجيا الحداثة تحفر مسبحاً داخل حديقة البيت الابيض للترفيه عن سيد القصر .. فوجد علماء الآثار ما وصفوه يومها بانه آثار ورمم بشرية تعود الى مدينة نَكن شَتَنكِه وشعب كونوي وسرعان ما انعقدت الالسنة وصودرت الاشباح وأُهيل التراب على جثة الفضيحة وامتد بساط الاعشاب من جديد فوق مقبرة “المجاهل” المعروفة باسم حديقة الورد.
تؤكد مخطوطات الكونغرس :
انه توجد تحت مدينة واشنطن مقبرة جماعية كانت في يوم من الايام مدينة ” هندية حمراء” مسالمة تدعى “نَكن شَتَنكِه” مركزاً تجارياً زاهراً لشعب كونوي على ضفاف نهر پوتومك قبل ان يبني جورج واشنطن عاصمته على انقاضها.
وشعب كونوي هذا ومعه اكثر من ٥٠٠ أُمة وثقافة طوّحها الموت هاوية كابوسه الهندي فتطايرت اسماؤها واشلاؤها وكتب تاريخها الى “هند ” مزورة متعسفة ليس لها وجود الا في خريطة المنتصر وخرافات المجاهل التي لا تسكنها الا الوحوش..!
“هند” لم تعرف نفسها ولم يعرفها الهنود.
فجأت تعرت كل هذه الامم ونبت من رأسها الريش وراحت تعول في براري كنعان الجديدة بصوت طريدة وحشية واحدة اسمها “الهندي الاحمر”..!
اكثر من ١١٢ مليون انسان ينتمون الى هذه الامم والثقافات صاروا مطرودين من اللغات والالسنة والذكريات ورفوف المكتبات، محرومون من فردوس الموت الانساني، مسلوخين من اسمائهم وارواحهم وارحام امهاتهم يرقدون الان بسلام دائم كما يرقد شعب كونوي مع عضويات الوحول والطمي والغضار تحت المدن والمزارع والحقول الآمنة التي كانت ذات يوم مدنهم ومزارعهم وحقولهم وملاعب وجودهم …
وهكذا هي حال معظم المستعمرات الانجليزية التي بنيت في “مجاهل” العالم الجديد كما بنيت واشنطن الرابضة ببيتها الابيض وقبة كاپيتولها وپنتاغونها على انقاض مدينة نَكن شَتَنكِه واشلاء شعب كونوي.
هذه هي حقيقة اميركا اكبر مستوطنة استعمارية في التاريخ على الاطلاق…!
هلّا عرفتم الان لماذا نقول ان “اسرائيل” الثانية الجاثمة على ارض وقلب شعب فلسطين هي مستعمرة من مستعمرات اميركا!؟
بعدنا طيبين قولوا الله