تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول تغيير تكتيك الاحتجاجات في إيران، بحيث ينهك السلطات ويفقدها القدرة على الصبر.
وجاء في المقال: مر شهران كاملان على مأساة الفتاة أميني التي أطلقت موجة من الاحتجاجات الشعبية في إيران.
بدأت “الكتلة” الغربية في التحول إلى تكتيك مختلف، سوف يلجؤون إليه على الأرجح في الأشهر المقبلة. يتسم بالتالي:
أولا، احتجاجات غير حاشدة، إنما يومية وعلى امتداد جغرافي واسع. هناك، كل يوم، في عشر إلى خمس عشرة مدينة، احتجاجات تجمع مائة أو مائتين (أو أقل) من المحتجين. ثم تجري اليوم التالي في مدن أخرى؛
ثانيا، يتضح أن الانتقال إلى الإرهاب المنهجي جار على قدم وساق. يُقتل كل يوم عدة أشخاص، سواء كانوا مرتبطين بالشرطة أو بمنظمة الباسيج شبه العسكرية، أم غيرهم.
في الواقع، هذا تكتيك سرب الدبابير، الذي لا يهدف إلى تغيير السلطة، ولا إلى ما يشبه الميدان الأوكراني، إنما إلى تعقيد عمل السلطات والنظام في إيران. تقع حوادث على طول محيط إيران، ويحاول الجناة التوجه إلى أراضي أذربيجان، وكردستان العراق، وباكستان، ثم يجري نقلهم إلى المركز، ويعادون مرة أخرى إلى الأطراف. يجري النشاط في جغرافيا واسعة بدلا من الخروج الجماعي، ما يعقد عمل جهاز الدولة ويبقي جميع الإدارات المدنية والشرطة ووكالات مكافحة التجسس في حالة استنفار. في الوقت نفسه، تعمل جميع قنوات التهريب الممكنة بكامل قوتها في خدمة هذه الجرائم، والتي يشكل منعها في عدد من المحافظات مشكلة كبيرة جدا للسلطات.
كل هذا يعني، من ناحية، أن الولايات المتحدة لا تضع لنفسها هدف “تغيير النظام”، إنما منع إيران من استخدام الأساليب المعتادة بشكل كامل لوقف الاحتجاجات. والآن، تُلعب اللعبة من أجل إنهاك السلطات. لا يمكن لطهران إطلاق النار، يسارا ويمينا كل يوم، والولايات المتحدة لا تستطيع جعل الاحتجاجات جماهيرية في الواقع.
تستند حسابات الأمريكيين إلى جعل طهران، عاجلا أم آجلا، ترتكب خطأ فادحا بلجوئها إلى الانتقام، إذا لم تصل إلى الانهيار سياسيا.