كتاب الموقع

الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ذراع امنية لل CIA..وأكثر


مفيد سرحال | كاتب وباحث لبناني في الشؤون السياسية .

تعمية ام تنمية أم هو خبز الصدقة الذي كلما أحيانا أماتنا كما قال جبران خليل جبران .
الوكالة الاميركية للتنمية USAID تنشط في معظم المناطق اللبنانية تحت عناوين تنموية حيوية ذات جدوى تتجلى (خيرا اميركيا دافقا” وانسانية مثالية زائدة ؟؟) ،تطرح نعمها على المجتمع الاهلي بفعاليات وخدمات تبدو للوهلة الاولى صورة مليحة مستحبة تبدد مزايا وأمارات تلك السحنة الكالحة السواد لإدارة امعنت في تجويع وحصار واخضاع الشعب اللبناني باجراءات وعقوبات مالية اقتصادية استهلت باستهداف مصارف بعينها تحت حجة مقارعة الارهاب او ما عرف على لسان المسؤولين الاميركيين بخطة تجفيف منابع تمويل المقاومة.
ازدواجية مفتعلة مقيتة جائرة ناعمة الملمس بمكان وخشنة متغطرسة سامة و لئيمة بمكان آخر في أدهى وأخبث حفلة تزييف ونفاق تمارس على شعبنا.
عشرات المشاريع تتوزع وفق منهجية مدروسة ذات دلالات تطال البنى المجتمعية وفق آليات اشتغال وعناوين براقة يتم التجاوب معها بتلقائية نظرا”لماهيتها الاغرائية الشفافة الجاذبة على سبيل المثال:
1_ مشروع التوسع في الشمول المالي وتحسين سبل العيش والذي طال 40 مؤسسة صغيرة عقب انفجار المرفأ.
2_مشروع (كتابي) حيث تلقى 2000 مدرس في 260 مدرسة تدريبات لتطوير تعلم اللغة العربية في المرحلة الابتدائية ودمج التكنولوجيا في عملية التعليم.
3_منح جامعية مئة بالمئة ل 1300 طالب في AUB وLAU.
4_المشاركة في التحول الرقمي للمؤسسات الصغيرة :الاعمال الحرفية والمشاريع التراثية المحلية.
5_مشروع جودة التعليم وتحسين التعليم الاساسي
6_مشروع بناء الشراكات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي( كاب) ايضا مشروع تشجير شمل 150 بلدية وتضمن غرس مليون شجرة سنديان.
7_توزيع مولدات كهربائية على عشرات القرى والبلدات اللبنانية.
8_مشروع التبادل التجاري والاستثماري في لبنان TIF الممول ب70 مليون دولار اميركي(تصنيع غذائي،صناعة تحويلية،السياحة ،الضيافة،اقتصاد المعرفة،والخدمات).
9_تعزيز الامن الحدودي والبحري تحت عنوان الحد من التهديدات الامنية خاصة على الحدود اللبنانية السورية ؟؟اضافة لمنشآت تخزين الذخائر العائدة للقطاعات العسكرية.
10_مشاريع الانارة على الطاقة الشمسية وشملت 50 بلدة لبنانية.
11_مشاريع التصنيع الزراعي في الشمال والبقاع زيت الزيتون ،العصائر،دبس الخروب،العبوات البلاستيكية والزجاجية الخاصة بالتوضيب …وو..

ان الكلفة السنوية لهذه المشاريع سنويا حسب بيانات صادرة عن مديرة الوكالة الاميركية للتنمية آن باترسون تصل الى قرابة ال860 مليون دولار سنويا” فيما يتجاوز ملف التهديدات الامنية الذي يتولاه نيل اوكسفورد اضعاف هذا المبلغ ويتركز على الحدود اللبنانية السورية ويتم بآلية تشاركية مع البريطانيين مع تجاهل تام ومقصود للحدود الجنوبية مع العدو الاسرائيلي.
ان هذه الانشطة تتم باشراف مباشر من السفارة الاميركية وطواقمها المتخصصة وتتوخى ولوج المناطق والبنى المجتمعية وفق تصنيفات واحكام تتحدد معها البيئة المستهدفة تنمويا بتسلل سلس ينشد اكثر من هدف حيث لاشيئ بالمجان والعواطف الجلمودية الصارمة الصدامية العدوانية في مكان تغدو مخملية رقيقة رقراقة في مكان آخر بمعنى سياسات متحورة متحولة وفق طبيعة الهدف والمرامي المبتغاة من الفعل سواء كان انسانيا محضا”او سياسيا خالصا”.
ازاء ذلك من غير الجائز ان يغرق العقل الحصيف في التيه وتستحوذه اللحظة الراهنة العابرة في عملية تسطيح وتبسيط ساذجة فالتوصيف العلمي الخاضع لمشيئة ومشرحة العقل يدحض المزاعم والمشهديات العابقة بالفعل الانساني التي تخفي ما تخفي من مآرب .
ولاريب ان الوكالة الاميركية للتنمية تشكل العقل الحيوي الناعم النافذ لوكالة الاستخبارات الاميركية الخارق للبنى والبيئات الساعي اولا لعملية تذهين وتدجين وقولبة للمجتمع ومحاولة جادة لتبديد الصورة النمطية عن الاميركي الغاصب القاتل المتآمر المستعمر المتمادي في اذلال الشعب اللبناني من خلال حصار اقتصادي مالي ،المتواطئ مع العدو الاسرائيلي المانع للبنان من تحقيق التنمية الحقيقية من خلال استثمار موارده لاسيما ثرواته في البر والبحر والانحياز الكامل للعدو الاسرائيلي فتتحول الوكالة الاميركية الى ملهاة واداة تمويه وتضليل وقحة تقوض وتقزم وتستبيح الحقوق القومية للبنانيين وتمارس اشنع انواع التجويع والتركيع من خلال لعبة الدولار والهيمنة المطلقة على المؤسسات المالية المركزية والمصارف وقطع شرايين الامداد الاغاثي للبنان من الاخوة العرب قبل الاصدقاء الاجانب وتقديم الفتات من الخدمات عبر الوكالة الاميركية للتنمية في اقبح خديعة يستمرؤها المتماهون المنغمسون في النهج الاميركي او البسطاء اصحاب النوايا الطيبة الغافلين عن حقيقة الصدقة الزائفة الزائلة والتي تشكل عيبا فاضحا على الدولة اللبنانية المسؤولة عن حاجات شعبها ورفع مسوى معيشتهم وتوفير الخدمات اللازمة وقواعد النهوض الانمائي والحياتي حيث ان مبلغ المليار دولار الاميركي الموهوب من سفارة البيت الابيض !! بالامكان تحصيله من فوائد المال المنهوب ومن المشاريع الوهمية واتفاقات التراضي وايجارات الابنية الحكومية والمليارات الممنوحة لجمعيات سيدات علية القوم.
ولعل اخطر ما في انشطة الوكالة الاميركية للتنمية والحقيقة الهدف الفعلي لهذا الجهد الانساني الذرائعي الزائف هو الانغماس في التركيبة المجتمعية وخلق اقنية امنية استعلامية عبر عملية استقطاب ممنهجة لافراد يتحولون مع الوقت الى رواد للسفارة وسفراء فوق العادة في الحي والعمارة .
وتتبدى خطورة الوكالة الاميركية للتنمية كمؤسسة عابرة للمعابر المناطقية والطائفية والعائلية وحتى الجبية بحرية حركة تستطيع ان تستبطن داتا معلومات تختزل انشغالات وتركيبة واعطاب وعناصر قوة وضعف واشكاليات ونزعات ونزاعات وطرائق عيش وانماط تفكير الوحدة المستهدفة تنمويا من قبل الوكالة الاميركية للتنمية افرادا وجماعات وقرى وبلدات ومناطق اذ من نافلة القول وبالتجربة والمشاهدة العيانية والمحاكمة العقلية النافذة ان كل مشروع تنموي في مكان ما لا بد وان يستتبعه استثمار امني او توظيف امني وبالتالي يترصد هدفا امنيا ما بدليل ان اي مشروع في بلدة او وحدة مجتمعية صغر حجمها ام كبر لا بد ان يكون مشفوعا باستمارة فضفاضة من الاسئلة والمعلومات والبيانات اقل ما يقال فيها انها عملية سبر امني عميق للبنية يشرحها ويفككها وينبش من بواطنها ادق التفاصيل والمعلومات والمتلقي الحذق والنبيه في الاماكن المعمول عليها تنمويا لا بد يستدرك ويتنبه بعين الحرص والفهم والمسؤولية فيتحايل ويوارب ويدور الزوايا للابقاء على كتاب الوحدة المستهدفة مستغلقا محرما على مانحي النعمة والنقمة في آن.
وتتزاحم في هذا السياق اسئلة بديهية تستستأهل التمحيص والتدقيق وتستوقف المراقب ومنها على سبيل المثال :لماذا ترفض الوكالة الاميركية للتنمية طالما انها تختزن كل هذا الحرص على النهوض بالمناطق النائية الفقيرة ،قيام مشروع تلفريك في منطقة جبل الشيخ ؟؟؟ وهو مشروع قديم طرح في الستينات وبادر الفرنسيون لانشائه في منطقة راشيا غير ان تهديدا مباشرا تلقته الحكومة اللبنانية وقتذاك من السفارة الاميركية في بيروت حال دون انجازه والكل يعلم حجم الايرادات السياحية الهائلة التي تحصلها اسرائيل من ارضنا في مزارع شبعا وهضاب جبل الشيخ الجنوبية
لماذا تقام مشاريع تنموية في اماكن لصيقة ببيئة محددة ؟؟؟؟ ذات حساسية امنية وجغرافية واستراتيجية ما يدفع للريبة من توليف خلايا لاغراض امنية وعسكرية.
لماذا تشجع الوكالة الاميركية للتنمية انشاء البرك في المناطق المحيطة بمجرى الليطاني ؟؟؟ وتمنع قيام السدود اليس ذلك بغرض القول ممنوع الافادة من مياه النهر ويكفيكم مياه البرك.
لماذا ترفض طلبات تمويل حفر الآبار الارتوازية في الاماكن القريبة من حوض الليطاني ؟؟
لماذا تشجع وتحفز الوكالة الاميركية للتنمية شركات مياه معدنية اجنبية على شراء الاراضي في محيط جبل حرمون ؟؟؟
باختصار المشاريع الدسمة غير واردة في سجلات الوكالة الاميركية للتنمية فيما التسويق الانساني للكاوبوي والزخرفة التنموية تجعلنا نرى التَّمر في مكان والنَّوى في مكان آخر

من هذا الباب ان الرهان على وعي شعبنا وفهمه لطبيعة المكرمة الاميركية ؟؟؟المسماة تنمية بشرية وسواها من العناوين التي تجعل المتلقي مشدودا لها تحت وطأة الحاجة وغياب خطط الدولة ومشاريعها التنموية لاسيما في الاطراف، انما يشكل حجر الزاوية في التحصين الوطني والتمكين الاخلاقي بحيث يتكرس مبدأ ((خذوا ما في جيوبهم ودعوا ما في قلوبهم والعقول)).
لان حجم التقديمات في ميزان التدمير الماحق لاقتصادنا على يد الادارات الاميركية تحت حجج (سلاح المقاومة والتبعية لايران ) حسب زعمهم ليس الا تقديمات وخدمات مجانية لاسرائيل وامنها وقشور الوكالة الاميركية للتنمية ليس سوى فقاعة سياحة تنموية ظاهرة، واستباحة امنية مستترة تنطوي على جهد استعلامي استخباري تواصلي فظ لصيد البشر والافراد بصنارة التنمية !!! وكما جاء في المقدمة:خبز صدقة كلما احيانا اماتنا وكفى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى