الوطن من الثوابت
الدكتور حسام الدين خلاصي | رئيس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية
عندما ينتهي اليوم ويحل الظلام ، يفرح البعض ويستاء البعض الآخر .
وكي تكون العبارة أكثر فهما أضرب مثلا صغيرا :
أحدهم يفرح بإنقضاء الوقت وحلول الظلام لأن ساعات النهار اقتربت وهو على موعد مع من يحب في اليوم التالي.
وأحدهم الآخر يستاء بإنقضاء الوقت وحلول الظلام لأن ساعات النهار تؤذن ببدء امتحانه الدراسي والذي لم يحضر له جيدا .
هذا مثال بسيط ولكن كلنا يعلم أنهما سيتبادلان الأدوار بعد أيام .
●المتغير هنا مشاعرنا
●والثابت انقضاء الوقت دائما وعودة النهار إلى قيام الساعة
فلو آمنا أن حياتنا تعتمد على الثابت وتفرعاته لما كنا تأثرنا كثيرا بمشاعرنا ولأعطيناها قدرها المناسب لأنها ستتغير بعد حين فلا حزن يدوم ولافرح يدوم .
من هنا تأتي أهمية التركيز على الثوابت في حياتنا ولايجب تحت أي ظرف أن نجعلها بمصاف مشاعرنا ونغيرها ونبدلها بتبدل الحال ، فالثوابت هوية الشخص و نهجه وهي كالوتد المغروس لخيمة حياتنا فلا تقتلعها ريح ولا تجرفها السيول .
فلنراجع حساباتنا ولنبحث إن لم نكن قد رسينا على بر على ثوابت حياتنا .
ولاتجعلوها كثيرة فقليلها يكفي للمضي في الدرب متحدين الزمن غير متلونين .
ولاتتخذوها ثوابت لكم إلا بعد عناء التفكير ودافعوا عنها كما تنتظرون ضوء النهار ، لتبدأوا من جديد .
وما أجمل حب الوطن من ثابت يكتنف أعلى درجات الإنسانية واعملوا له بصدق فالوقت ماض والحياة قصيرة في كل لحظة معرضة للإنتهاء .
ولكننا مع حلول الظلام سنفرح لأن غدا هو يوم جديد وهبه الله لنا لنحب وطننا بأقصى مانستطيع من الحب .