هلال عون | كاتب بواحث سوري
كنت أظن أن وظيفة النكتة هي زرع الابتسامة بين الناس فقط، ولكن يبدو أنني كنتُ مخطئا، فقد اكتشفتُ أن للنكتة وظيفةً تعليميةً أيضا..
مثال على ذلك:
بعض الرجال يُطلق اسم “حكومة” على زوجته، فيقول:
” قالت حكومتي، وطلبت حكومتي، فتظنُّ الزوجةُ، ويظنُّ الآخرون (وأنا منهم) أنه يقصد أن سلطة زوجته عليه قوية، وأن قراراتها واجبة التنفيذ كقرارات الحكومة..
ولكن، بعد أن قرأتُ هذه النكتة تغيَّر رأيي، وفهمتُ الأمرَ بطريقة مختلفة.
تقول النكتة:
قال رجل لأصدقائه: إذا غَطَّيتُم لي عينَيَّ الاثنتين، ووضعتم زوجتي بين 100 امرأة فإنني أستطيع التعرف عليها..!
وبالفعل غَطُّوا له عينيه ثم طلبوا منه أن يمرَّ أمام نسق طويل من 100 إمرأة، وعندما وصل بالقرب من زوجته، قال: هذه زوجتي!
سألوه: كيف عرفتها؟
قال: “قلبي لهف للكل إلا لها “!
ويبدو أن بعض النساء يدركن ذلك فيقمن بإجراء عمليات تجميل لاستعادة لهفة الزوج المفقودة، وبالفعل يَلْهَفُ قلبُ الزوج للشكل الجديد لزوجته، لكن سرعان ما تذهب اللهفة حين يكتشف أن الشكل تغيَّر، وأن العقليَّة هي، هي، لم تتغيَّر..
الأمر نفسه ينطبق على الحكومات التي يتم تجميلها بوجوه جديدة بين وقت وآخر، فيتفاءل الناس، ولكن سرعان ما يخيب ظنهم، ويكتشفون أنها عملية تجميلية غير مثمرة، لأن العقلية هي، هي.
هل لاحظتم كيف أنّ للنكتة وظيفةً تعليميّةً، بالإضافة إلى وظيفتها في زرع الابتسامة؟!